Research by Maher Al-Fahl

Mahir al-Fahl d. Unknown
61

Research by Maher Al-Fahl

من بحوث ماهر الفحل

Géneros

، قَالَ: رأيت أنس بن مالك أَحَدَثَ فغسل وجهه ويديه، ومسح عَلَى جوربين من صوف، فقلت: أتمسح عليهما؟ فَقَالَ: إنهما خفان، ولكنهما من صوف» (١) . قَالَ العلامة أحمد شاكر: «هَذَا إسناد صَحِيْح» (٢)، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا الْحَدِيْث موقوف عَلَى أنس، من فعله وقوله. ولكن وجه الحجة فِيْهِ أنه لَمْ يكتفِ بالفعل، بَلْ صرح بأن الجوربين: «خفان، ولكنهما من صوف» . وأنس بن مالك صحابيٌّ من أهل اللغة، قَبْلَ دخول العجمة واختلاط الألسنة، فهو يبين أن معنى (الخف) أعم من أن يَكُوْن من الجلد وحده، وأنه يشمل كُلّ ما يستر القدم ويمنع وصول الماء إِلَيْهَا؛ إِذْ إن الخفاف كانت في الأغلب من الجلد، فأبان أنس أن هَذَا الغالب ليس حصرًا للخف في أن يَكُوْن من الجلد. وأزال الوهم الَّذِيْ قَدْ يدخل عَلَى الناس من واقع الأمر في الخفاف إِذْ ذاك. وَلَمْ يأت دليل من الشارع يدل عَلَى حصر الخفاف في الَّتِيْ تكون من الجلد فَقَطْ» (٣) . وهذا الفهم المستنبط من فعل أنس ﵁ فيه رد عَلَى من اشترط الصفاقة أو التجليد أَوْ التنعيل للجوربين، وَقَدْ شدد ابن حزم النكير عَلَى من اشترط ذَلِكَ فَقَالَ: «إنه خطأ لا معنى لَهُ؛ لأنه لَمْ يأتِ بِهِ قرآن ولا سنة ولا قياس ولا قَوْل صاحب» (٤) . وَقَدْ بوّب ابن أبي شيبة في كتابه " المصنف " (٥) بابًا سماه: «من قَالَ الجوربان بمنْزلة الخفين»، ونقل في ذَلِكَ آثارًا عن ابن عمر وعطاء ونافع والحسن.

(١) هَذَا اللفظ للدولابي، والبقية ألفاظهم مقاربة. (٢) المسح عَلَى الجوربين: ١٣. (٣) المسح عَلَى الجوربين: ١٤. (٤) المحلى ٢/٨٦-٨٧. (٥) ١/١٧٣ الآثار (١٩٩١) – (١٩٩٤) .

6 / 23