Reaching the Truth of Intercession

Muhammad Nasib Ar-Rifa'i d. 1413 AH
101

Reaching the Truth of Intercession

التوصل إلى حقيقة التوسل

Editorial

دار لبنان للطباعة والنشر

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

وفوق ذلك فله الحمد في الأولى والآخرة وهو المستحق وحده لهذه العبادة ... فإن هذا التحميد والتسبيح والاستغفار أراده الله وسيلة يتوسل بها عبده ورسوله محمد ﷺ ومن ورائه أمته لتكون سببًا مشروعًا لمغفرة الله تعالى وتوبته على عباده المؤمنين فليكثروا من ذلك فإنه عمل يحبه ويرضاه ويجب أن يرفع إليه دائمًا ... وما ذلك إلا ليجزينا سبحانه بأحسن ما كنا نعمل ... تفضلًا منه وامتنانًا وكرمًا إنه الكريم المنان ذو الفضل والمنة والنعمة. فهيا أيها الأخوان المؤمنون المسلمون: سراعًا إلى مثل هذا العمل الصالح نعمله ونرفعه إليه تعالى متوسلين به إليه ﷻ ليغفر لنا ويتوب علينا ويرحمنا ويعيد إلينا عزتنا وترجع إلينا دولتنا فنحكم بكتابه وبسنة سيد خلقة وأحبابه ونعود إلى ما كنا عليه هداة مهديين خير دعاة إليه في العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن والاه وتبع هداه إلى ما شاء الله. لقد وضح بلا شك ... مما جاء في الصفات المتقدمة من هذا الفصل: «توسل المؤمن إلى الله بأعماله الصالحة وأدلته من القرآن الكريم» أن في القرآن الكريم حثا من الله تعالى لعباده على أن يتوسلوا إليه بالأعمال الصالحة التي عملوها لوجهه تعالى خالصة له لتكون سببًا لاستجابة الدعاء وبلوغ المطلوب ولو أردنا أن نستشهد بكل ما جاء في القرآن الكريم من الآيات لضاق به هذا المؤلف ولكننا أثبتنا طائفة منها كشاهد على صحة ما تذهب إليه. ولما كانت السنة الصحيحة مفسرة للقرآن فقد ورد فيها: أحاديث في الحض على التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي فعلها المؤمن ... ولو أنعمنا النظر لرأينا الحض على التوسل بالأعمال الصالحة إليه ... إنما هو في الحقيقة حض على فعل الأعمال الصالحة نفسها إذ هل يمكن أن تتوسل إلى الله تعالى بأعمالك الصالحة إذا لم يكن لك عمل صالح مهما كان صغيرًا؟ الجواب: كلا

1 / 107