طرحتها في أنجاد العلم فأيبس ما نبت منها الصر وحملت رياح النزاع البقية إلى حيث لا أدري
طرحتها على شواطئ نهر الفلسفة الراكد فذوت في ظلاله الظليلة - ماتت لأنها لم تر نور الشمس
غرست حبي في غياض الحضارة الغيضاء، فأدمته الأشواك، خنقه العليق، قتلته الجذور السامة
غرسته في أرض الأحباء والخلان فمات بالاستسقاء من مستنقعات الكذب والرياء
غرسته في حقول التجارة، تجاه طواحين التمدن ، بين بيت الصراف وبيت الكاهن، فتواطأ الاثنان عليه ومدا في قلبه البلاط رصيفا للصوص
لأولئك اللصوص الذين يؤاكلون ويشاربون القضاة
ذهبت بحبي إلى الفقراء والبؤساء فغرسته في أرضهم الجدباء فلم ينبت
غرسته قدام بيت أم الحي فاقتلعته ورمته بوجهي وهي تقول: اذهب في طريقك، جاءنا قبلك مغرون فقتلوا، صلبوا، حرقوا، نطلب إنصافا وعدلا لا تعزية ورحمة
جزت حي البؤساء إلى مغاور اللصوص والأشقياء، إلى المنبوذين والممقوتين
ذهبت فغرست بينهم غصنا نضيرا من حبي فعاش قليلا نحيلا ومات قبل أن يبلغ أشده
Página desconocida