قربه، ورهين طَاعَته وحبه، المتوسل بِهِ إِلَى رضى الله وربه، يُوسُف بن إِسْمَاعِيل ابْن نصر، كتبه إِلَيْك يَا رَسُول الله، والدمع ماح، وخيل الوجد ذَا جماح، عَن شوق يزْدَاد، كلما نقص الصَّبْر، وانكسار لَا يتاح لَهُ إِلَّا بدنو مزارك الْجَبْر، وَكَيف لَا يعي مشوقك الْأَمر، وتوطى على كبده الْحجر، وَقد مطلت الْأَيَّام بالقدوم على ترتبك المقدسة اللَّحْد، ووعدت الآمال ودانت بإخلاف الْوَعْد، وَانْصَرف الرفاق، وَالْعين بإثر ضريحك مَا اكتحلت، والركايب إِلَيْك مَا ارتحلت، والعزايم قَالَت وَمَا فعلت، والنواظر فِي تِلْكَ الْمشَاهد الْكَرِيمَة لم تسرح، وَظُهُور الآمال عَن ركُوب الْعَجز لم تَبْرَح، فيا لَهَا من معاهد، فَازَ من حياها، ومشاهد مَا أعطر رياها. بِلَاد نيطت بهَا عَلَيْك التمايم، وأشرقت بنورك مِنْهَا النجُود والتهايم، وَنزل فِي حجراتها عَلَيْك الْملك، وانجلى بضيا فرقانك فِيهَا الحلك. مدارس الْآيَات والسور، ومطالع المعجزات [السافرة الْغرَر]، حَيْثُ قضيت الْفُرُوض وحتمت، وافتتحت سور الْوَحْي وختمت، وأبدئت الْملَّة الحنيفية وتممت، وَنسخت الْآيَات وأحكمت. أما وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ هاديا، وأطلعك لِلْخلقِ نورا باديا، لَا يطفي غلتي إِلَّا شربك، وَلَا يسكن لوعتي إِلَّا قربك، فَمَا أسعد من أَفَاضَ من حرم الله إِلَى حَرمك، وَأصْبح بعد أَدَاء، مَا فرضت، عَن الله ضيف كرمك، وعفر الخد فِي معاهدك، ومعاهد أسرتك، وَتردد مَا بَين دَاري بَعَثْتُك وهجرتك. وَإِنِّي لما عاقتني عَن زيارتك العوايق، وَإِن كَانَ شغلي عَنْك بك، وصدتني الأعدا فِيك عَن وصل سببي يسببك، وأصبحت
1 / 59