(أَلا يَا رَسُول الله ناداك ضارع ... على الْبعد مَحْفُوظ الوداد سليمه)
(مشوق إِذا مَا اللَّيْل مد رواقه ... تهم بِهِ تَحت الظلام همومه)
(إِذا مَا حَدِيث عَنْك جَاءَت بِهِ الصِّبَا ... شجاه من الشوق الحَدِيث قديمه)
(أيجهر بالنجوى وَأَنت سميعها ... ويشرح مَا يخفي وَأَنت عليمه)
(وتعوزه السقيا وَأَنت غياثه ... وتتلفه الْبلوى وَأَنت رحيمه)
(بنورك نور الله قد أشرق الْهدى ... فأقماره وضاحة ونجومه)
(وَمن فَوق أطباق السما بك اقْتدى ... خَلِيل الَّذِي أوطأ لَهَا وكليمه)
(لَك الْخلق الأرضي الَّذِي جلّ ذكره ... ومجد فِي الذّكر الْحَكِيم عظيمه)
(يجل مدى علياك عَن مدح مادح ... فَهُوَ سر در القَوْل فِيك عديمه)
(ولي يَا رَسُول الله فِيك وراثة ... ومجدك لَا ينسى الذمام كريمه)
(وَعِنْدِي إِلَى أنصار دينك نِسْبَة ... هِيَ الْفَخر لَا يخْشَى انتقالا مقيمه)
(وَكَانَ بودي أَن أَزور مبوأ ... بك افتخرت أطلاله ورسومه)
(وَقد يجْهد الْإِنْسَان طرف اعتزامه ... ويعوزه من بعد ذَاك مرومه)
(وعذري فِي تسويف عزمي ظَاهر ... إِذا ضَاقَ عذر الْعَزْم عَمَّن يلومه)
(عدتني بأقصى الغرب عَن تربك العدا ... جلالقة الثغر الْغَرِيب ورومه)
(أجاهد مِنْهُم فِي سَبِيلك أمة ... هِيَ الْبَحْر يَعْنِي أمرهَا من يرومه)
(فلولا اعتناء مِنْك يَا ملْجأ الورى ... لريع حماه واستبيح حريمه)
(فَلَا تقطع الْحَبل الَّذِي قد وصلته ... فمجدك موفور النوال عميمه)
(وَأَنت [لنا] الْغَيْث الَّذِي نستدره ... وَأَنت لنا الظل الَّذِي نستديمه)
(وَلما نأت دَاري وأعذر مطمعي ... وأقلقني شوق يشب جحيمه)
1 / 56