Opinión sobre Abi al-Ala: El hombre que encontró a sí mismo
رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه
Géneros
توهم بعض الناس أمرا فأصلوا
يقين أمور بات يتبعها الوهم
2: 219 •••
هكذا قال المعري في مسألة المعرفة: فمن أي المفكرين نعده ...؟
هل نعده في السفسطائيين؛ لأنه نفى المعرفة وأقسم على نفيها، ونفاها في الدينيات والدنيويات وفي الغيب والشهادة ؟ لا، لن نعده في السوفسطائيين؛ لأن المتفلسف السوفسطائي رجل يطمئن إلى عجز العقل عن المعرفة، ويلتزم ذلك ولا يحيد عنه، فلا يبتغي الحقائق ولا يلتمس القياس ولا يجعل العقل ندا، وصاحبنا - على ما سمعنا - قد أثبت إمكان الوصول إلى الحقيقة وعدد وسائطها، وشاد بذكر العقل على نحو ما رأينا، وأكثر في ذلك كله إكثارا واضحا ...
فهل نعد المعري لا أدريا شكاكا؟
18 ... لا أيضا، لن نعده في الريبيين ... لأن المتفلسف اللاأدري رجل لا يرى طريقا للتثبت ولا سبيلا للاستيقان، ويلتزم ذلك فلا يستيقن حينا ما، ويأتم بالعقل حينا ما، كما فعل أبو العلاء وشهدنا ما قال في ذلك ...
هلا نعده عقليا؛ لأنه رفع من شأن العقل هذه الرفعة وجعله نبيا، وابتغى علم الغيوب بالظن والتجربة ودفع الحيرة بالاستدلال ... و... وإلخ مما قدمنا قريبا؟ ولكن لا أيضا، لن نعده في العقليين؛ لأنهم ثابتون في مكانهم، لا يثبون من طرف إلى طرف بين يوم وآخر، ولا يرون العالم مجموعة غير قابلة للتعليل حتى في مرارة المر وحلاوة الحلو وفي القيظ والإبراد، ولا يقرون سيطرة الشك واضطراب النواميس وحكم القدر بألا نسبر الأشياء ولا نختبر، كما سمعنا أبا العلاء ينادي ...
فماذا يكون أبو العلاء إن لم يكن سفسطائيا ولا شكاكا ولا مستيقنا؟
هذا سؤال نرجئ الجواب عنه الآن ... نرجئه حتى نفرغ من الإجابة عن سؤال أسبق منه، وهو:
Página desconocida