324

Las dos jardines en las noticias de las dos dinastías: la Nuriyya y la Salahíyya

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Editor

إبراهيم الزيبق

Editorial

مؤسسة الرسالة

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت

شاهدوا مَا عَم بانياس من إخراب سورها ومنازل سكانها يئسوا من عمارتها بعد خرابها
قَالَ وَفِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سَقَطت الأطيار بالكتب من المعسكر النوري تَتَضَمَّن الْإِعْلَام بِأَن الْملك الْعَادِل نور الدّين أعز الله نَصره لما عرف أَن معسكر الْكَفَرَة الإفرنج على الملاحة بَين طبرية وبانياس نَهَضَ فِي عسكره الْمَنْصُور من الأتراك وَالْعرب وجد فِي السّير فَلَمَّا شارفهم وهم غَارونَ وشاهدوا راياته قد أظلتهم بَادرُوا بِلبْس السِّلَاح وَالرُّكُوب وافترقوا أَربع فرق وحملوا على الْمُسلمين فَعِنْدَ ذَلِك ترجل الْملك نور الدّين فترجلت مَعَه الْأَبْطَال وأرهقوهم بِالسِّهَامِ وخرصان الرماح حَتَّى تزلزلت بهم الْأَقْدَام ودهمهم الْبَوَار وَالْحمام فَأنْزل الله تَعَالَى نَصره على الْمُسلمين وتمكنوا من فرسانهم قتلا وأسرا واستأصلت السيوف الرجالة وهم الْعدَد الْكثير فَلم يفلت مِنْهُم غير عشرَة نفر وَقيل إِن ملكهم لَعنه الله فيهم وَقيل إِنَّه فِي جملَة الْقَتْلَى وَلم يعرف لَهُ خبر وَلم يفقد من عَسْكَر الْإِسْلَام سوى رجلَيْنِ أَحدهمَا من الْأَبْطَال الْمَذْكُورين قتل أَرْبَعَة من شجعان الْكَفَرَة وَقتل عِنْد حُضُور أَجله إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى وَالْآخر غَرِيب لَا يعرف وكل مِنْهُمَا مضى شَهِيدا مثابا مأجورا رحمهمَا الله
وامتلأت أَيدي العساكر من خيولهم وعددهم وكراعهم وأثاث سوادهم وحصلت كنيستهم فِي يَد الْملك نور الدّين بالاتها الْمَشْهُورَة وَكَانَ فتحا مُبينًا ونصرا عَزِيزًا ووصلت

1 / 343