Las dos jardines en las noticias de las dos dinastías: la Nuriyya y la Salahíyya

Abu Shama d. 665 AH
170

Las dos jardines en las noticias de las dos dinastías: la Nuriyya y la Salahíyya

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigador

إبراهيم الزيبق

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت

شأفتهم فَأَيْقنُوا بِالْهَلَاكِ والبوار وحلول الدمار وأعملوا الآراء بَينهم فَلم يَجدوا لنفوسهم خلاصا من الشبكة الَّتِي حصلوا فِيهَا غير الرحيل فرحلوا سحر يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّالِي مفلولين وَحين عرف الْمُسلمُونَ ذَلِك برزوا إِلَيْهِم فِي بكرَة هَذَا الْيَوْم وسارعوا فِي آثَارهم بِالسِّهَامِ بِحَيْثُ قتلوا فِي أَعْقَابهم من الرِّجَال والخيول وَالدَّوَاب الْعدَد الْكثير ووجدوا فِي آثَار مَنَازِلهمْ وطرقاتهم من دفائن قتلاهم وخيولهم مَا لَا عدد لَهُ وَلَا حصر يلْحقهُ بِحَيْثُ لَهَا أراييح من جيفتهم تكَاد تصرع فِي الجو وَكَانُوا قد أحرقوا الربوة والقبة الممدودية فِي تِلْكَ اللَّيْلَة واستبشر النَّاس بِهَذِهِ النِّعْمَة الَّتِي أسبغها الله عَلَيْهِم وَأَكْثرُوا من الشُّكْر لَهُ تَعَالَى على مَا أولاهم من إِجَابَة دُعَائِهِمْ الَّذِي واصلوه فِي أَيَّام هَذِه الشدَّة فَللَّه الْحَمد على ذَلِك وَالشُّكْر وَاتفقَ عقيب هَذِه الرَّحْمَة اجْتِمَاع معِين الدّين مَعَ نور الدّين عِنْد قربه من دمشق للإنجاد لَهَا وَقَالَ ابْن الْأَثِير خرج ملك الألمان من بِلَاد الفرنج فِي جيوش كَبِيرَة عَظِيمَة لَا تحصى كَثْرَة من الفرنج إِلَى بِلَاد الشَّام فاتفق هُوَ وَمن بساحل الشَّام من الفرنج فَاجْتمعُوا وقصدوا مَدِينَة دمشق ونازلوها وَلَا يشك ملك الألمان إِلَّا أَنه يملكهَا وَغَيرهَا لِكَثْرَة جموعه وعساكره قَالَ وَهَذَا النَّوْع من الفرنج هُوَ أَكْثَرهم عددا وأوسعهم بلادا وملكهم أَكثر عددا وعددا وَإِن كَانَ غير ملكهم أشرف مِنْهُ عِنْدهم وَأعظم محلا فَلَمَّا حاصروا دمشق وَبهَا صَاحبهَا مجير الدّين آبق بن مُحَمَّد بن بورى بن طغتكين وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء وَإِنَّمَا كَانَ الْأَمر إِلَى مَمْلُوك جده طغتكين وَهُوَ معِين الدّين أنر فَهُوَ كَانَ الْحَاكِم وَالْمُدبر للبلد والعسكر وَكَانَ عَاقِلا دينا خيرا حسن السِّيرَة

1 / 189