Las dos jardines en las noticias de las dos dinastías: la Nuriyya y la Salahíyya

Abu Shama d. 665 AH
150

Las dos jardines en las noticias de las dos dinastías: la Nuriyya y la Salahíyya

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

Investigador

إبراهيم الزيبق

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

بيروت

بحلب وَمن ملك حلب استظهر على بِلَاد الشرق فَركب وَأمر أَن يُنَادى فِي اللَّيْل فِي عَسَاكِر الشَّام بالاجتماع فَاجْتمعُوا وَسَارُوا فِي خدمَة نور الدّين إِلَى حلب ودخلوها سَابِع ربيع الأول وَلما دخلُوا حلب جَاءَ أَسد الدّين إِلَى تَحت القلعة ونادى واليها وأصعد نور الدّين إِلَيْهَا وَقرر أمره وَمَشى أَحْوَاله فَكَانَ نور الدّين يرى لَهُ ذَلِك وَأسد الدّين يمت بِأَنَّهُ كَانَ السَّبَب فِي تَوليته وَقَالَ ابْن الْأَثِير لما قتل أتابك الشَّهِيد ركب الْملك ألب أرسلان بن السُّلْطَان مَحْمُود وَكَانَ مَعَ الشَّهِيد وَاجْتمعت العساكر عَلَيْهِ وخدموه فَأرْسل جمال الدّين الْوَزير إِلَى الصّلاح يَقُول لَهُ الْمصلحَة أَن نَتْرُك مَا كَانَ بَيْننَا وَرَاء ظُهُورنَا ونسلك طَرِيقا نبقي بِهِ الْملك فِي أَوْلَاد صاحبنا ونعمر بَيته جَزَاء لإحسانه إِلَيْنَا فَإِن الْملك قد طمع فِي الْبِلَاد وَاجْتمعت عَلَيْهِ العساكر وَلَئِن لم نتلاف هَذَا الْأَمر فِي أَوله ونتداركه فِي بدايته لَيَتَّسِعَنَّ الْخرق وَلَا يُمكن رقعه فَأَجَابَهُ الصّلاح إِلَى ذَلِك وَحلف كل وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه فَركب الْجمال إِلَى الْملك فخدمه وَضمن لَهُ فتح الْبِلَاد وأطعمه فِيهَا وَمَعَهُ الصّلاح وَقَالا لَهُ إِن أتابك كَانَ نَائِبا عَنْك فِي الْبِلَاد وباسمك كُنَّا نطيعه فَقبل قَوْلهمَا وظنه حَقًا وقربهما طَمَعا أَن يَكُونَا عونا لَهُ على تَحْصِيل غَرَضه وأرسلا إِلَى زين الدّين بالموصل يعرفانه قتل الشَّهِيد ويأمرانه بِالْإِرْسَال إِلَى سيف الدّين غَازِي وَهُوَ ولد عماد الدّين زنكي الْأَكْبَر وإحضاره إِلَى الْموصل وَكَانَ بشهرزور وَهِي إقطاعُه من أَبِيه فَفعل زين الدّين ذَلِك وَكَانَ نور الدّين مَحْمُود بن الشَّهِيد قد سَار لما قتل وَالِده إِلَى حلب فملكها وَذَلِكَ بِإِشَارَة أَسد الدّين شيركوه عَلَيْهِ بذلك وَقَالَ الْجمال

1 / 169