مؤلفاته
لم نعثر في المعاجم المؤلفة لذكر آثار الأعلام وفي غيرها على سوى هذين المؤلفين:
1. التنوير في معالم التفسير.
2. روضة الواعظين وبصيرة المتعظين.
أما الأول فقد كان من الكتب المعتبرة عند الشيعة، وفي عداد تفاسيرهم المعتمد عليها، وقد ذكره غير مرة الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني معاصر المترجم له في كتابه النقض، وحكى عنه وأطراه كثيرا، كما وقد رواه الحافظ ابن شهرآشوب عن مؤلفه كما في مقدمة المناقب.
هذا الكتاب
وأما روضة الواعظين- وهو هذا الكتاب الذي نقدمه للقراء بكل احترام- فهو من كتب الأخلاق والآداب، ذكر مؤلفه في مقدمته السبب الداعي لتأليفه فقال:
«فإني كنت في عنفوان شبابي قد اتفقت لي مجالس، وعرضت محافل، والناس يسألونني عن أصول الديانات والفروع عنها في المقامات، فأجبتهم عنها بجواب يكفيهم ومقال يشفيهم، فحاولوا مني بالكلام في التذكير والزهد والمواعظ والزواجر والحكم والآداب، فرجعت إلى كتب أصحابنا، فما وجدت لهم كتابا يشتمل على جميع هذه المطلوبات، ويدور على جمل هذه المذكورات إلا متبترات في كتبهم، وتفريقات في زبرهم، فهممت أن أجمع كتابا يشتمل على بعض كلام الله تعالى، ويدور على محاسن أخبار النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم، ويحتوي على جواهر كلام الأئمة (عليهم السلام)، وأبوبه أبوابا ومجالس، وأضع كل جنس موضعه؛ فإنه لم يسبقني أحد من أصحابنا إلى تأليف مثل هذا الكتاب، فكان التعب به أكثر، والنصب أعم وأكثر، وأنا - إن شاء الله- أفتتح لكل مجلس منها بكلام الله تعالى، بآثار النبي والأئمة (عليهم السلام) محذوفة الأسانيد؛ فإن الأسانيد لا طائل فيها إذا كان الخبر شائعا ذائعا، ووقعت تسميته ب (روضة الواعظين وبصيرة المتعظين).
Página 18