307

Historia de Banakti

تأريخ البنكتي

Géneros

يقول أهل التناسخ: إن أجزاء العالم تتكامل وتتسامى، وإذا لم يتيسر للنفس أن تبلغ الكمال فى مزاجها العنصرى، فإنها تفارق هذه الصورة، وبما أن حالة المفارقة تكون غالبا على الصنعة الإنسانية، فإنها تتعلق بحال مزاج إنسان آخر، ويتعرض لاستكماله مرة أخرى، وما ضاع عليه فى صورته الأولى من الكمالات، فإنه يحققها فى صورته الثانية إلى أن يرتقى لدرجة الملائكة، وحينئذ تتحقق له جميع كمالاته، ويسمون هذه العودة فى صورة إنسان آخر بالنسخ، وإذا كانت حالة المفارقة الخلقية تغلب عليها الصفة الحيوانية، فإنها تتقمص حيوانا له هذه الصفات والخصائص، ثم تتدرج فى درجات المراتب حتى تصل لدرجة الإنسان، وترتقى لدرجة الملك، وتتصل بكمالها الحقيقى، وينبغى مرور وقت طويل لهذه النفس حتى تصل إلى هذا الانتقال، ويسمون انتقال روح الإنسان إلى الحيوان بالمسخ، وإذا كانت حالة المفارقة تغلب على نفس الخلق، أو صفة النباتات، فإن النفس تتخذ صورة النبات ويسمون هذا فسخا، وإذا ما تقمصت صورة الجماد فإنهم يسمون هذا رسخا.

ويقررون أن الوجود قائم، وسوف يبقى على الدوام، ويسمون هذا الوكشور، وباللغة الصينية كويشى، وعمله أنه يخلص الأرواح من الصور الحيوانية، ويوصلها إلى مرتبة الإنسانية، وقال شامكونى: إن مراتب الذهاب والإياب والتردد فى الصور المختلفة ستة: المقام الأول: جهنم، الثانى: الشيطان، الثالث: الحيوان، الرابع: الإنسان، الخامس: بين الإنسان والملاك، السادس: الملائكى، وسبعة وعشرون جنة وثمانى نيران، والعمل السئ عند شامكونى عشرة، ثلاثة من النفس: وهى القتل والمال والغواية فى الفساد، وأربعة من اللسان: وهى الكذب والغيبة والسب الشديد والهراء (اللغو)، وثلاثة من القلب: وهى الحسد والحقد وعدم معرفة العاقبة، وقال: إن كل من يأخذ أطعمة الناس بلا إذن وبقسوة ووقاحة، ويتنازع مع الناس، ولا يعطى الناس شيئا من ماله يصبح فى التناسخ شيطانا ويسمى قبتوتن، وطعامه من الدود الذى يأكل الشجر، والآخرون الذين يجمعون المال ولا يأكلون ولا يعطون، ويقولون: إن هذا من أجل الأبناء يصبحون شياطين، وطعامهم عند ما يقدمون الطعام للموتى فإنهم لا يأكلون الطعام الذى يتساقط منه، ومن يحب زوجته، فإنه لا يستطيع أن يفارقها بأية حال، وحينما يموت يصبح حيوانا مثل القراد والدود، ويندس فى عنق الحيوانات، وكل من كان قهارا جبارا شريرا مثيرا للفتن، فإنه يصبح ثعبانا أو عقربا أو حيوانا ساما.

Página 358