Historia de Banakti
تأريخ البنكتي
Géneros
وظهر بعد ذلك أربعة من الملائكة الذين يدعون الألوهية، وهم: ماهشيور، ووشن، وبرهما على سبيل المرضعة والقابلة، وأخذوا هذا الطفل وغسلوه بماء المطر الدافئ الذى كان ينزل من السماء فى هذا الوقت، وجاء صوت آلات الطبل وغيره من أعلى إلى أسماع الناس، ونزل الطين من السماء، ثم أحضر هؤلاء الملائكة محفة، وأجلسوا الأم والابن فيها، وحملوهما إلى الأب. فأمر الملك بإحضار المنجمين؛ ليستخرجوا طالع المولود، وحملوه إلى المعبد؛ ليسجدوا لصورة هؤلاء الملائكة الأربعة، فسجدوا لهذه الصور، فاندهش الناس، وقالوا: أتسجد آلهتنا له؟، وسموه سروارت سد؛ يعنى تمام نفس العمل، ولما بلغ الرابعة من عمره، أمر أبوه بأن يعلموه العلوم والفنون، وأظهر له البراهمة عدة خطوط، فقرأها جميعا، وكتب خطا فعجزوا جميعا عن قراءته، فأطاعوه وانقادوا له.
ولما بلغ شامكونى الحلم، زهد قلبه عن الدنيا، وحبسه والده فى قلعة، بقى فيها عدة أعوام، وأخبر الملائكة الأربعة الذين كان لهم الحكم على جبل قاف سروارت الذى كان يتريض عدة أعوام فى الحصن، ولما بلغ التاسعة والعشرين من عمره، قالوا: آن الأوان لإخراجه من القلعة، فقدم الملائكة الأربعة، ومضوا إلى هذه القلعة وحملوا معهم فرسا، وأخرجوه من الحبس، فامتطى صهوة هذا الفرس، وأمسك السيف بيده ومضى، فوصل إلى شاطئ نهر كنك مع رئيس الاصطبل، فرأى كثيرا من الشيوخ يتريضون فى زى المتصوفة، فقص شعره، وطرح السيف فى الماء، وقدم شعرات من شعره لرئيس الاصطبل، وأرسلها إلى أبيه وأمه، وحمل الملائكة الأربعة بقية شعره إلى السماء الثامنة، فعارضه هؤلاء الشيوخ، ومن فرط غيرته جلس على حجر، وجعل طعامه فى كل يوم حبة ترمس، وبعد ستة أعوام قدم عليه الملك المسمى إندر الذى له ألف عين، وقال: حان الوقت لتخرج من هذا المكان، وفى الحال جاء نداء من السماء بتسميته شامكونى، وهذا ما يسميه أهل المذاهب الأخرى آدم، وأثر قدمه على حجر فى جبل سرانديب حيث يوجد معدن الياقوت الأحمر، وأسنانه هناك، والذى يسمونه شاريل هو شامكونى، وقدم هؤلاء الملوك الأربعة الذين نزلوا من جبل قاف، وأحضروا أربعة أوعية لإفطار شامكونى، ووضعوا كل إناء لآخر، وهى الآن عند مجاورى جبل سرانديب.
Página 356