251

وبجانب ولاية برلونيا ولاية أخرى تسمى سونسيا، وهى جزيرة فى وسط البحر، ويستخرج منها الجواهر الصفراء والبيضاء، ويتصل بتلك الأرض ولاية اسم ملكها كواندانده، ويسمونه باسم تلك الجزيرة التى فى تلك المملكة، وهناك ثمة جزيرة أخرى تسمى نورويكه 9، ويسمون الملك هناك باسم تلك الجزيرة أيضا، ويذكرون أن طولها يمتد إلى ما تحت القطب الشمالى حيث تتصل نقطة القطب الشمالى بها على شكل الرأس، وجبالها مليئة بالجليد دائما، ويستخرجون البلور منها، وجميع الحيوانات هناك بيضاء، وذلك لشدة برودة جوها، ويجلب الفرو الأبيض من هناك، ويقولون: يكون الإنسان أبيض الشعر والأهداب والحواجب كذلك، ويومهم فى غاية الطول فى البداية تكون الشمس لمدة ساعتين، والاثنتان والعشرون ساعة الأخرى فجر وشفق حيث يمكن تسميتها بالخطوط الدقيقة، وعندما تصل الشمس إلى أول السرطان يكون الأمر بعكس ذلك، وسبب هذا الأمر أن الفلك هناك يصبح رحويا، وما وقع فى أفواه الناس ظلمات، ويقول علماؤهم: إنهم من بداية هذه الجزيرة حتى نهايتها بخار على الدوام، لدرجة أنه لا يرتفع أبدا ولهذا السبب فهى مظلمة على الدوام، وبناء على ذلك يسمونها الظلمات. والحيوانات هناك قليلة، وأهل هذه الجزر ضخام الأجسام ويشيخون بسرعة.

وفى مقابل أرض المغرب غير ولاية أسبانيا تتصل بها بلاد يسمونها كتلونيا 10، واسم الملك هناك رى كتلونيا، ويستخرج الزئبق من جبالها والذهب والفضة والنحاس، وهذه الولاية بها ثلاث مدن: فالنسيا ومرسية وميوركه، وأهل هذه البلاد غاية فى الشجاعة لحد أنهم يعتبرون الموت عيبا، ويعدون القتل فضلا، وإلى جانب كتلونيا بلد على خط المشرق تسمى برونسا، وهى أهلة بالسكان، وفوق هذا على خط المشرق مقابل بلاد ملك فرنسا ولاية اسمها دلوره، وبعدها مدينة عظيمة تسمى برنس، ويقيم فيها كثير من الناس والغرباء ويميلون إلى تحصيل العلم، ويقال إن المتعلمين الغرباء بها يقرب عددهم من مائة ألف.

وبين برنس وكتلونيا بلد تسمى زدنقرة، ولملكها صداقة مع ملك المغرب، وإلى جانبها بلد معمورة على ساحل البحر تسمى جنوة 11، والملك هناك له مائتا مرفأ، وفى كل مرفأ ثلاثمائة رجل محارب، ويركب تجار الفرنجة الذين يذهبون إلى مصر السفن من هذا المرفأ.

وتوجد بعد هذه الولاية على خط المشرق صحراء مساحتها حوالى أربعين فرسخا، وحولها اثنتان وعشرون مدينة كثيرة النعم، وليس فى هذه المدن ملك أصيل عظيم.

Página 294