وتاريخ آخر هو تاريخ الإسكندر ذى القرنين الرومى، ولما بلغ الإسكندر الشام، أمر أحبار بيت المقدس أن يتركوا التاريخ الذى اتخذوه من زمان موسى (عليه السلام) وأن يجعلوه من تاريخه، فقالوا: لقد تبين لنا من الأخبار الصحيحة أنه بنهاية كل ألف عام من هذا التاريخ يجب علينا أن نتركه، وأن نبدأ بالتأريخ اعتبارا من الألف التالى، وفى هذا العام نهاية ألف سنة، وهذا العام هو السابع والعشرون من عمر الإسكندر وهو الذى جعلوه مبدأ التاريخ، وكان ذلك يوم الإثنين ويبلغ إلى يومنا هذا ألفا وستمائة وخمسين عاما، وعند اليهود ألفا وستمائة وثمانية وعشرين عاما، ووضع سامى (؟) 28 أصول أوساط حركات الكواكب فى زيجه على هذا التاريخ.
والآخر: تاريخ أغسطوس القيصر الذى كان أول القياصرة، وجعلوه اعتبارا من جلوسه على العرش وكان ذلك يوم الأحد، ويبلغ إلى يومنا هذا ألفا وثلاثمائة وسبعة وثلاثين عاما.
وتاريخ آخر: هو أنطينس الرومى وهو من ابتداء دولته وكان ذلك يوم الجمعة، وجعل بطليموس مواضع الكواكب الثابتة فى المجسطى فى أول هذا التاريخ.
وتاريخ آخر: هو تاريخ دقطيانوس ملك الروم والقبط فى مصر، وجعلوا هذا التاريخ اعتبارا من بداية دولته وكان ذلك يوم الجمعة، ومن هذا الوقت يستعمله القبط.
وتاريخ آخر: هو تاريخ هجرة الرسول (عليه السلام)، وكان ذلك يوم الإثنين الحادى عشر من ربيع الأول، وكان أول هذه السنة يوم الخميس من شهر المحرم كما استخدمه المسلمون، ووضع عبد الرحمن الخازنى 29 أصول حركات الكواكب فى الزيج السنجرى المعتبر على هذا التاريخ.
وتاريخ آخر: هو تاريخ الفرس، وكانت بدايته من عصر جمشيد 30، وبعده نسبوه إلى كل ملك عظيم، ثم نسب أخيرا إلى يزدجرد شهريار، وكان ذلك يوم السبت، ويبلغ إلى يومنا هذا ستمائة وخمسة وتسعين عاما.
وفى زعم الفرس أن أيام العالم ثلاثمائة وستون ألفا، ومن هنا يأخذ أصحاب أحكام النجوم مبدأ التسييرات والانتهاءات والفرودارات 31، ويقولون: حينما اجتمعت الكواكب فى أول نقطة الحمل إلى أول سنة من الطوفان كان قد انتهت مائة وثمانون ألف سنة شمسية، وجاء فى كتاب الثمرة فى شرح كلمة مائة وثلاثة وثمانين: أن الطوفان جاء بعد عام القران بمائتين وست وستين سنة.
Página 40