183

فخاف الوزير أنه عند ما يصل يستولى على ملكه فطلب المدد من الفرنجة، فنزل شيركوه ذات ليلة فى الجانب الغربى من النيل وتحارب الفريقان، فانهزم جيش مصر والفرنج ولجأوا إلى ساحل النجاة، فاستولى شيركوه على الإسكندرية، وترك ابن أخيه صلاح الدين هناك، ومضى إلى الصعيد الأعلى واستولى عليه، واستولى الفرنجة على مصر والقاهرة.

فأرسل كامل الشجاع بن شاور الوزير برسالة إلى الأتابك نور الدين، وادعى الصداقة، وتعهد بأن يرسل إليه مالا فى كل عام، فرضى نور الدين، واستولى شيركوه وقتل شاور الوزير وحكم شهرين وخمسة أيام، وتوفى فى الثانى والعشرين من جمادى الآخرة فى نفس السنة، وأصبح صلاح الدين يوسف حاكما لمصر، وأرسل أخاه الأكبر شمس الدين توران شاه إلى بلاد النوبة، فاستولى عليها وغنم منها وعاد كما استولى على بلاد اليمن، وكان العاضد فى يوم الجمعة الثانى من المحرم سنة خمسمائة وست وستين ، فجعل الخطبة باسم المستنجد خليفة بغداد، وسرعان ما وقع بينه وبين نور الدين جفوة بسبب ملك مصر، وفى سنة خمسمائة وإحدى وسبعين قامت بينه وبين سيف الدين غازى صاحب الموصل الحرب وهرب سيف الدين، ومضى صلاح الدين إلى تلك البلاد التى كانت فى حوزة الملك الصالح بن الأتابك نور الدين حتى بلغ حدود متيح 70، وهرب وحاصر حصن حلب، وكان فيه الملك الصالح، ولما تعذر فتحه عاد إلى الصلح، واستولى على ميافارقين فى سنة خمسمائة وإحدى وثمانين وبعد ذلك أنجز أعمالا عظيمة حتى آخر عمره، واستولى على بلاد كثيرة من الفرنج وديار بكر وغيرهما، وكان أبناؤه وأقاربه وإخوته، كل منهم حاكما على بلد من قبله، وتوفى فى دمشق سنة خمسمائة وتسع وثمانين.

Página 208