فتن كثيرة، وحروب طاحنة، فما تنتهي فتنة حتى تظهر فتنة أخرى، ولا تكاد أن تخلوا منها سنة من السنوات، ومنها ما حصل (٤٠٨هـ)، فقد "وقعت فتنة عظيمة ببغداد قتل فيها خلق كثير من الفريقين"^(١). وقد تكررت في سنة (٤٢٥هـ)^(٢)، (٤٤٧ هـ)^(٣).

ثالثاً: وجود نزاع بين الأشاعرة، والحنابلة

ظهر نزاع في سنة (٤٤٧ هـ) بين الأشاعرة، والحنابلة، وكان أمر الحنابلة ظاهراً، قوي الجانب، وكان الأشاعرة يخشون الحنابلة حتى أنهم، لم يخرجوا لحضور الجمعة، والجماعات^(٤)، وقد تكررت مرة أخرى سنة (٤٦٩هـ) عندما وصف الأشاعرة الحنابلة بالتجسيم^(٥).

رابعاً: وجود حركة العيارين^(٦)

وجدت فئة في المجتمع الإسلامي، تسمى بالعيارين، وقد قوي أمرهم في سنة (٤١٠ هـ)، وهؤلاء العيارون، تسلطوا على أخذ أموال الناس، ولم يعبأوا بالسلطات ولا بغيرها فقد ذكر ابن كثير "أن فيها قوي أمر العيارين ببغداد، ونهبوا الدور جهرة، واستهانوا بأمر السلطان"^(٧). وهذا أدى إلى إدخال الرعب في قلوب الناس، وخوفهم على أنفسهم، وأموالهم، من هذه الفئة الشريرة.

خامساً: وجود عوامل طبيعية:

من العوامل الطبيعية التي كان لها أبلغ الأثر على الحياة الإجتماعية في القرن الخامس الهجري الجدب والقحط، والفقر المدقع، والجوع الشديد وارتفاع الأسعار الذي كان ظاهرة عمت كثيراً من أجزاء الدولة العباسية، ومات بسبب ذلك خلق كثير، وقد