206

La Rawda en las virtudes del Príncipe de los Creyentes Ali Ibn Abi Talib (Paz sea con ellos)

الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

ثم قال: اللهم أنطق لسانه، قال: فعندها قال السبع:

يا أمير المؤمنين، ويا خير الوصيين، ويا وارث علم النبيين، إن لي اليوم سبعة أيام ما افترست فريسة، وقد أضرني الجوع وقد رأيتكم من مسيرة فرسخين، فدنوت منكم، فقلت:

أذهب إلى هؤلاء القوم، فإن كان لي بهم قدرة، أخذت نصيبي فقال (عليه السلام): يا ليث، أنا أبو الأشبال الإحدى عشر، ثم مد الإمام يده على صوف قفاه وجذبه إليه، فامتد السبع بين يديه، وجعل (عليه السلام) يمسح من هامته إلى كتفه ويقول:

يا ليث، أنت كلب الله في أرضه، فقال السبع: الجوع يا مولاي فقال (عليه السلام): اللهم آته رزقه بحق محمد وأهل بيته.

قال: فالتفت فإذا بالسبع يأكل شيئا على هيئة الحمل، حتى أتى على آخره.

قال: فلما فرغ من ذلك وتحلس بيديه، قال: يا أمير المؤمنين نحن معاشر الوحوش لا نأكل لحم محبيك ومحبي عترتك (1) فنحن أهل بيت ننتحل بحب الهاشميين، وحب عترتهم.

قال له الإمام: أين تأوي؟ وأين تكون؟ قال:

يا مولاي، أنا مسلط على أعدائك كلاب أهل الشام، أنا وأهل بيتي من خرج منهم افترسناه، ونحن نأوي النيل.

فقال: ما جاء بك إلى الكوفة؟ قال: يا مولاي، لأجلك فلم أصادفك فيها، وأتيت الفيافي والقفار، حتى أتيت إليك، ونلت سؤلي منك، وأنا منصرف ليلتي هذه إلى القادسية، إلى رجل يقال له: سنان بن وائل وهو ممن انفلت عن حرب صفين، وهو من أهل الشام، ثم همهم ودمدم وولى.

قال منقذ بن الأبقع الأسدي: فتعجبت من ذلك! فقال (عليه السلام) لي: مم تعجبت؟

Página 216