El jardín resplandeciente en la biografía del rey al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Géneros
كان قد وصل هذا الإمام إلى الديار المصرية، فأكرمه السلطان والتقاة وخدمه، وأنزله بقلعته، وأدر عليه النفقات، وكذلك جميع من معه. ولما كان يوم الخميس ثاني ؛ محرم، سنة إحدى وستين وستمائة، جلس السلطان مجلسة عامة فيه جميع الناس، وجماعة التتار الوافدين، ورسل السلطان المتوجهون إلى الملك برکه، وحضر الإمام الحاكم - سلام الله عليه ! - راكبة إلى الابوان الكبير بقلعة الجبل المحروس، وبسط له إلى جانب السلطان، وذلك بعد ثبوت نسبه الشريف. وأمر السلطان بعمل شجرة نسب له، فعملتها، وقرأتها بين يديه على الناس، وبعد ذلك أقبل مولانا السلطان عليه، وبايعه على كتاب الله وسنة رسول الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد أعداء الله، وأخذ أموال الله بحقها، وصرفها في مستحقها، والوفاء بالعهود، وإقامة الحدود، وما يجب على الأئمة فعله من أمور الدين، وحراسة المسلمين. وعند ذلك أقبل على السلطان، وقلده أمور البلاد والعباد، ووكل اليه تدبير الخلق، وجعله قسيمه في القيام بالحق، وفوض اليه سائر الأمور، وعذق به صلاح الجمهور. ثم أخذ الناس على اختلاف طبقاتهم في مبايعته، فلم يبق ملك ولا أمير، ولا وزير ولا قاض ولا مشير "، ولا جندي ولا فقيه، إلا وبايعه. وتمت هذه البيعة المباركة، وحصل الحديث معه في انفاذ الرسل إلى الملك برکه، فوافق على ذلك، وانفصل المجلس.
ولما كان يوم الجمعة ثاني هذا اليوم، اجتمع الناس، وحضر الرسل
Página 142