El jardín resplandeciente en la biografía del rey al-Zahir

Muhyi al-Din Ibn Abd al-Zahir d. 692 AH
163

El jardín resplandeciente en la biografía del rey al-Zahir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

Géneros

Historia

وفي العشر الأول من ذي القعدة جلس السلطان على الصفة التي بجانب دار العدل عند طلوع الشمس، والعالم قد شرعوا في الليس من الليل، وامتلأت الدنيا عساكر، فلا تقع العين إلا على خود لامعة وأنوار ساطعة، وخيول تصهل، وجنود تقبل؛ وأطلاب سائقة وعسا کر متلاحقة. وساق كل أمير في طلبه، لابسة لأمة حربه ؛ وجروا من الجنائب خيولا كأنها الرياح في المطاردة، والجبال في المشاهدة، عليها من عدد الحروب ما تطمئن به من الممتطين لصولتها القلوب. وأمر السلطان بأن لا يلبس أحد في هذا اليوم إلا ما هو من شعار الحروب، وأن تكون التشاهیر والمراوات لوقت آخر.

وكان السلطان قد عفا عن سير جرود، قسطلان يافا، وأطلقه على ما سيذكر، فركب، وشاهد ما بهر عقله، وقال : « رأيت عسكر الفرنج، وعساكر هلاون، وما رأيت مثل هذه العساكر العظيمة ».

ولم يزل السلطان جالسة، والعساکر سائقين لابسين، وديوان الجيوش بين يدي السلطان، يجيبون عما يسألون مع أن السلطان لا يكاد يخفى عليه شيء من عساكره بالأسماء والصفات ؛ وعبرت العساكر خمسة خمسة، وطال الأمر فعبروا عشرة عشرة، وكاد الناس يهلكون من الزحام وحمو الحديد :

وحمى الحديد عليهم فكأنه

ومضات برق أو شعاع شموس »

Página 211