El jardín resplandeciente en la biografía del rey al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Géneros
وفي صفر من هذه السنة وصل الحجاج مخبرين بأنه خطب للسلطان بمكة، وتسلم الصدر جمال الدين حسين بن الموصلي، كاتب الإنشاء الشريف المتوجه إلى مكة نائبة بها، مفتاح البيت الشريف، وقفله بالقفل المسير صحبته، وأباح البيت الشريف ثلاثة أيام بغير شيء، ولا يؤخذ من أحد درهم واحد. وكتب الله له هذه الحسنة التي عامل الرعية فيها بالإحسان والحسني، وجعل البيت مثابة للناس وأمنا ..
وفي أول هذه السنة طلب الطواشي شجاع الدین مرشد الحموي، فحضر، فتحدث السلطان معه في اشتغال صاحب حماه بالملاذ، وقال له : «قد كتبت إليه أنبهه من هذه الغفلة، وطلبت شرف الدين عبد العزيز شيخ الشيوخ، وسيرته إليه في هذا الأمر، فما أفاد ». وقال له : « أنا اعتمدت عليك في مصلحة هذا البلد لما فيك من دین وخير وشجاعة. وقرر معه أنه يلتزم بتكميل الاستخدام، وأن يلزم الأجناد باقامة اليزك"، والعدة الكاملة ؛ فالتزم بهذه الأمور، وكتب له تقليد شریف، وتوجه.
وفي يوم الأحد الخامس من صفر من هذه السنة اجتمع أهل العلم بالمدرسة الملكية الظاهرية، وحضر القراء، وكان قد فوض تدريس الحنفية للصدر مجد الدين بن الصاحب كمال الدين بن العديم، وتدریس الشافعية للشيخ تقي الدين بن رزين، وتصدر الاقراء للفقيه كمال الدين المحلي، والتصدر لإفادة الحديث النبوي للفقيه شرف الدين الدمياطي. وذكرت الدروس كل واحد في إيوانه، ومدت الأسمطة لهم، وأنشد سراج الدين الوراق قصيدة منها :
مليك له في العلم حب وأهله
فلله حب ليس فيه ملام
نشيدها للعلم مدرسة غدا
عراق إليها شيق وشام
ولا تذكرن یومة نظامية لها
فليس يضاهي ذا النظام نظام
Página 184