El jardín resplandeciente en la biografía del rey al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Géneros
وفي يوم الأربعاء توجه مسافرا إلى القاهرة فدخلها في سابع عشر رجب، وزينت المدينة أحسن زينة ؛ وشق السلطان المدينة، وفرش له القماش الأطلس، والعتابي، والنسيج، وخلع على الأمراء والمفاردة والقدمين، وجميع حاشيته وغلمانه، والمملوك كاتب السيرة. وكانت هذه السفرة من أعظم السفرات المسفرات عن السعادة المتضاعفة، والنعمة المترادفة، ولم يسمع أن ملكة ساق في هذه الجيوش العظيمة إلى أبواب عكا وطعن في أسوارها، وهدم، وحرق، وأخذ مثل الكرك، ودبر أمورها وملك البلاد الساحلية، واستخدم عليها ألوفة من العساكر، واستخدمهم جيشأ عظيمة للإسلام، في مدة قريبة، وهي من يوم خروجه من مصر إلى يوم دخوله اليها خمسة وتسعون يوما ؛ وكيف لا؟ والسعد قرينه، ولطف الله يعينه.
ذكر السبب في امساك الأمراء الرشيدي والبر لي والدمياطي
لما فوض الله إلى السلطان أمر المملكة ساهم الأمير سيف الدين الرشيدي في كل شيء، وأنفد كلمته، وأطلق له في كل جمعة خوانين من عنده، يشمدان له، حتى ماء الورد إلى غير ذلك، ورتب في كل شهر کلونتين زرکشا کل کلوته بخمسين دينارة عينة، وكلهبندها بأربعين دينارا وكل هذه زيادة على الإقطاعات العظيمة ، والمرتبات الكثيرة، وعلى الانعام، حتی جامكيات البزدارية، والفهادين، وعليق خيلهم ؛ واشتغل الرشيدي بالشرب، وحمي حاشيته أشياء كثيرة من البلاد وصارت تصدر منه أمور لا تسر، والسلطان يكاسر عنها.
وأما الأمير عز الدين الدمياطي، فإن السلطان أعطاه وزاده، ومن جملة ما كان بيده نصف مدينة غزة زيادة . ورأى أنه رجل كبير لا يتقدم أحد عليه، وكتب له توقيعة أنه إذا سافر في جميع المملكة لا يمنع شيئا يطلبه في الشام من غزة إلى الفرات.
Página 166