[راموا النجاة وكيف تنجو عصبة
مطلوبة بالله والسلطان؟]
وحصرتهم العساكر المنصورة بين يدي مولانا السلطان - خلد الله ملكه - بعزائم كالشهاب أم النهار، ودارت عليهم كالسور أو السوار. وصرتهم بقوة الله وبسعادته في ربقة الإسار. وقاتلتهم الجيوش الإسلامية غير مستجنة بقرى محصنة ولا من وراء جدار. تتلظى كبودهم عطشا وجوعا، ويكادون من شدة الهجير يشربون من سيل قتلاهم نجيعا، ويودون لو كانوا أولي أجنحة، ويندمون حين رأوا صفقتهم خاسرة وكان ظنهم أنها تكون مربحة. ويأسفون على فوات النجاة، ويتحيرون عند مواقعة الجيوش المؤيدة حيث رأوا نصر الله. ويتضرمون بنار الخيبة على حركتهم التي أدبرت لهم مآبا، وينظرون فيما أسلفوه من ذنوب، ولسان الانتقام يتلو عليهم يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يليتني كنت تربا.
Página 47