============================================================
وهو يحضر هذا البلد في كل ليلة جمعة ولا يتأخر عنه فمقامى ههنا لأجل من أراه منهم ولقد رايت رجلا يقال له مالك بن القاسم الجيلى وقد جاء ويده غمرة فقلت له انك قريب عهد بالاكل فقال لى أستغفر الله فإنى منذ أسبوع لم اكل ولكن أطعمت والدتى وأسرعت لألحق صلاة الفجر وبينه وبين الموضع الذى جاء منه تسعمائة فرسخ فهل آنت مؤمن بذلك قلت نعم قال الحمد لله الذى أرانى مؤمنا قلت وقدر تسعمائة فرسخ مائة وسبعة عشر مرحلة وذلك مسيرة ثلائة أشهر وسبعة وعشرين يوما في مجرد سير النهار دون الليل أو قال الليل دون النهار * وقد اخبرنى بعضهم آنه يرى حول الكعبة الملائكة والأنبياء والأولياء عليهم السلام واكثر ما يراهم ليلة الجمعة وكذلك ليلة الاثنين وليلة الخميس وعدد لى جماعة كثيرة من الأنبياء والأولياء وذكر انه يرى كل واحد منهم في موضع معين يجلس فيه حول الكعبة ويجلس معه أتباعه من أهله وقرابته وأصحابه وذكر آن نبينا يلة يجتمع عنده من أولياء الله تعالى خلق لا يحصى عددهم إلا الله ولم يجتمع على سائر الأنبياء كذلك * وذكر أن ابراهيم وأولاده لة يجتمعون ويجلسون بقرب باب الكعبة بحذاء مقامه المعروف وموسى وجماعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بين الركنين اليمانيين وعيسى وجماعة منهم عليهم السلام في جهة الحجر ورأى فيه قبر إسماعيل عليه السلام وجماعة من الملائكة عليهم الصلاة والسلام عند الحجر الأسود ورأى سيد الخلق أجمعين المرسل رحمة للعالمين تاج الأصفياء وخاتم الأنبياء محمدا صلى الله عليه وعليهم أجمعين جالسا عند الركن اليماني مع أهل بيته وأصحابه وأولياء أمته وذكر انه رأى إيراهيم وعيسى عليهما السلام اكثر الأنبياء محبة لأمة محمد واكثرهم فرحا بفضلهم وأنسهم بهم وراى في بعض الأتبياء غيرة من فضلهم وذكر أسرار كثيرة منها ما ذكره يطول ومنها ما لا تحمله بعض العقول (قلت) ولا تستبعد الغيرة المذكورة فقد كان من غيرة موسى عليه السلام وبكائه ليلة المعراج ما كان والغيرة في الخير محمودة وإنما يذم الحسد وما ذكره عن ابراهيم وعيسى عليهما الصلاة والسلام مناسب لحالهما وكثرة ودهما لهذه الأمة يعرف ذلك من له الاطلاع على الأخبار والآثار بل يفهم ذلك من القرآن والله تعالى اعلم.
Página 96