[16_2]
بالحال، وجرت مداعباتهم على هذا القبيل والمنوال. فكان يتأسف الوالد على فقده إذ مات شاب وفات هباب، وغابت شمس فضله في التراب.
فمن منظوم نظمه قوله يمدح قاضي العسكر يحيى بقصيدة وهي:
كيف حال امرئ يبات شجيا ... ساهر الطرف لا يزال بكيا
مولع القلب ليس ينفك يملي ... صحف البين بكرة وعشيا
كلما هبت الصبا من أقاصي ... شعب حدبائه تزايد غيا
وتردى برد السقام وأضحى ... شوقه في طوى الضلوع وريا
وتلافى بعد الديار فنادى ... ربه في الدجى نداء خفيا
كيف أنسى من أرضعتني أفا ... ويق اغتباط وكان بالي رخيا
وطني موئلي قرارة صفوي ... دار أنسي ما بت فيها شقيا
كل يوم لي اجتلاء جديد ... في رباها وناظري يتحيا
بين ورد ونرجس وأقاح ... وصحاب بيض الوفا والمحيا
فسقى الله ساحة الجوسق ال ... فرد من الديمة المسحة ريا
كم ليال مرت بها ذات أنس ... حادث الدهر كان عنه غبيا
زمن قد سحبنا فيه فضول ال ... عيش بالأنس لا نخاف غويا
تركتنا أيدي النوى بعده اليو ... م بقلب بالهم أمسى مليا
نتلقى الخطوب يوما فيوما ... ونوافي من المكاره غيا
أأعاني من الهوى ما أعاني ... وملاذ الورى غدا لي وليا
ذاك قاضي عساكر الروم من قد ... أصبح الفضل بين برديه طيا
ذاك يحيى بن صالح في المعالي ... والموالي من لا يزال صفيا
ألف العلم والمروءة والسؤ ... دد والجود منذ كان صبيا
قلدته جدوده صارم المجد ... علاء فحاز كف الثريا
Página 16