[10_2]
تدب في البدن، وتسري في الروح من غير تكلف فتنمي الأرواح كما تنمي الأشجار. وأصوات الحمائم من هذا القبيل وفي تسميتها غناء قال ابن عبد الظاهر:
نسب الناس للحمامة حزنا ... وأرى في الشجي ليست كذلك
خضبت كفها وطوقت الجيد ... وغنت وما الحزين كذلك
ومثله كثير. ومنها:
في ساعة سمح الزمان بطيبها ... وتفضلت بصفائها الأيام
والكأس في يده تدار وبيننا ... تب به لصدا القلوب رهام
من خمرة مثل الشموس وكأسها ... بدر إذا ما زال عنه غمام
ومثل هذا التشبيه كثير كقول بعضهم:
رأيت الحميا في الزجاج بكفه ... فشبهتها بالشمس في البر والبحر
ومنها:
وبمزجها تبدو نجوم سمائها ... من فوقها أنى يكون ظلام
حلت لنا وجلت فليس بشربها ... إثم ولا عنها يقال حرام
هذا لعمري للمحب هو المنى ... وهو الحياة وغيره أوهام
Página 10