============================================================
1 روض المناظر لى علم الأوائل والأواخر وفى سنة خمس وثلاثين: قدم المدينة من مصر جمع دون الألف، وكذلك من الكوفة، وكذلك من البصرة، فلما جاءت الجمعة قام عثمان على المثبر وقال للجموع: يا هؤلاء يعلم الله وأهل المدينة يعلمون انكم ملعونون على لسان محمد، ققام محمد بن مسسلمة وقال: آنا اشهد بذلك، وثار القوم بأجمعهم وحصبوا الناس وعثمان حتى خر على المتبر مغشيا، وحمل إلى داره، وقاتل عن عثمان ذلك اليوم سعد بن أبى وقاص ، والحسن بن على، وريد بن ثابت، وأبو هريرة، حتى أرسل اليهم عثمان يعزم عليهم بالانصراف، فاتصرفوا، وصلى عثمان بعد ذلك بالناس ثلاثين يوما، ثم منعوه، ولزم أهل المدينة بيوتهم، وعثمان محصور فى داره، ودام ذلك أربعين يوما او خمسين يوما، ثم وقع الاتفاق على ولاية محمد بن ابى بكر مصر، وعزل عبد الله بن ابى سرح.
وتوجه محمد بن آبى بكر بعد آن ولاه عثمان مصر اليها فى عدة من المهاجرين والاتصار، قبينا هم فى اثناء الطريق، وإذا بعبد على هجين مجهدة، فقالوا له: الى اين؟ قال: إلى عامل مصر، قالوا: هذا عامل مصر- يعنون محمد بن ابى بكر- فقال العبد: بل العامل الآخر، فأمسكوه، فسوجدوا معه كتابا عليه ختم عثمان يقول: اذا جاءك محمد بن آبى بكر ومعه بأنك معزول فلا تقبل، واحتل بقتلهم وقر في عملك، فرجع محمد ين آبى بكر ومن معه من المهاجرين والانصار الى المدينة، وجمعوا الصحابة، وأوقفوهم على الكتاب، فاعترف عثمان بالختم، وحلف بالله آته لم يأمر بذلك، فطليوا منه مروان ليسلمه إليهم فامتنع نجدوا فى قتاله.
مقتل عثمان - رضى الله عنه : وأقام على ابنه الحسن يذب عنه، وأقام الزبير ابنه عبد الله يذب عنه، وأقام طلحة ابنه محمد يذب عنه، فتسورت الجموع على عنمان، ونزل عليه جماعة منهم فقتلوه، وكان عثمان - رضى الله عنه - حين قتل صائما يتلو فى المصحف، وكان مقتله لثمان عشرة ليلة خلت من ذى الحجة، سنة خمس وثلاثين، وكانت مدة خلافته اثنتى عشرة منة إلا اثنى عشر يرما، وكان عمره خمسا وسبعين، وقيل: اثنان وثمانون، وقيل: تسعون، ومكث ثلاثة آيام لم يدفن، ثم آمر على بدفته.
وكان معتدل القامة، حسن الوجه، به أثر جدرى، عظيم اللحية، أسمر اللون،
Página 115