وإذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعنه، وعلي بن أبي طالب قنت بلعنه والحسن والحسين لعناه، وابن عباس لعنه يوم عرفة كما تقدم، ومحمد بن الحنفية قال لهم يوم صفين: اخسئوا ذرية النار وخشو النفاق ولعنته الصحابة وكذبوه، وكذلك أئمة أهل البيت إماما إماما إلى يومنا هذا.
وقال الحسن البصري: لما قال له رجل: يا أبا سعيد، معاوية كان أحلم أم أبو الحسن؟ قال: الحسن، فأعادها فقال: الحسن فقال الرجل: إنما أعني معاوية الذي كان أمير المؤمنين قال الحسن: وهل كان إلا حمارا ناهقا.
وبالجملة فقد أجمع على بغيه وفسقه العترة الطاهرة والشيعة والمعتزلة والفقهاء وبعض الأشعرية والإمامية والخوارج وغيرهم ولم يخالف إلا بعض الحشوية ومتأخروا الشافعية والمتسننة بصنعاء فمنهم من يتوقف عن لعنه، ومنهم من يرحم عليه وغرضهم إغاضة آل محمد وعداوة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد سمعوا عمرا بن العاص لعنه الله يقول:
وكم قد سمعنا من المصطفى
وفي يوم خم رقى منبرا
فمن كنت مولى لهم سيدا
وقال وليكم فاحفظوه
فإنا وما كان من أمرنا
وإن عليا غدا خصمنا
فإن قلت بينكما نسبة
فلا لك فيها ولا ذرة
نصرناك من جهلنا يا ابن هند ... وصايا مخصصة في علي
يقول بأمر العزيز العلي
علي له الآن نعم الولي
كحفظي فمدخله مدخلي
من النار في الدرك الأسفل
لك الويل من عنده ثم لي
فأين الحسام من المنجل
ولا لجدودك في الأول
على السيد البطل الأفضل وفيما هنالك كفاية والله ولي الهداية انتهى نقلا.
Página 19