Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Géneros
والثالثة : كل صفة تحمل معنيين متغايرين كحكيم فإنه بمعنى نفي العبث عنه »تعالى« صفة ذات، وبمعنى واضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها: صفة فعل، وصادق فإنه بمعنى نفي الكذب عنه تعالى: صفة ذات وبمعنى مخبر بالصدق: صفة فعل، وسميع فإنه بمعنى نفي الصمم عنه تعالى: صفة ذات، وبمعنى قابل الدعاء: صفة فعل، ولطيف فإنه بمعنى عالم: صفة ذات وبمعنى رحيم: صفة فعل ..وهكذا..انتهى كلامه (¬1)
فقوله شيء: خبر لمبتدأ محذوف تقديره »هو تعالى شيء« وأطلق اسم الشيء عليه لقوله تعالى { قل أي شيء أكبر شهادة قل الله } وفيه مخالفة لطائفتين هما الجهمية (¬2) والمجسمة (¬3) . أما الجهمية فمنعوا إطلاق اسم الشيء عليه تعالى، قالوا: لأن الشيء مختص بالجسم، فكل شيء عندهم جسم والله تعالى ليس كذلك .
ويرد عليهم بقوله تعالى { قل يا أهل الكتاب لستم على شيء } (¬4) وقوله { لقد جئتم شيئا إدا } (¬5) في الآيتين إطلاق الشيء على غير الجسم، فسقطت دعواهم بأن الشي مختص بالجسم 0
وأما المجسمة فأطلقوا عليه »تعالى« اسم الشيء، لكن قالوا: هو جسم -تعالى الله عن ذلك- ووجه ضلالهم هو العلة التي زعمتها الجهمية من اختصاص الشيئية بالجسمانية، وهو باطل لما تقدم .
Página 135