Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Géneros
وقوله إن قلت ليس بحادث في ذاته : أي إن قلت إن ذات القرآن ليست حادثة وإنما وصفه بالحدوث لكونه وجد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن لم يكن موجودا معه .
وجوابه : ما ذكره ان هذا لا ينافي كونه محدثا في ذاته، بل هو مما يدل على حقيقة ذلك القول. وأشار بهذا الكلام إلى ما في تلك النونية مما نصه:
وان احتججت وقلت ذكر محدث وجهلت حق تأول القرآن
أعظمت إفكا وادعيت خطيئة والله أحدثه إلى الإنسان
فليت شعري هل يفهم صاحب هذه النونية ما يقول ؟ وهل يدري أينا المتأول (¬1) قوله تعالى { ذكر محدث } ؟ وهل يدري أين الجاهل بذلك ؟ بل أينا أعظم إفكا وادعى خطيئة؟ وهل يغنيه قوله :» والله أحدثه إلى الإنسان« في صرف تلك الآية عن ظاهرها؟ ثم إنا نسأله، هل يصح له أن يرتب هذا الشتم الشنيع والتخطئة الجلية على الإحتجاج بقوله تعلى { ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث } فإنه لو كان الإحتجاج بها غير حق مثلا لوجب عليه أن يبين وجه عدم حقه. ثم إن كان هو أحمق رتب عليه هذا الشتم، وأين هذا الطيش من رزانة أبن النظر، فإنه (¬2) لما حاور القدري من معتزلي وغيره ، مهد تلك القواعد المنيعة ولم يبتدئهم بالمقالات الشنيعة، وكذا في رده على المشبهة وغيرهم، حاشا ابن النظر عن هذه الشعبذة (¬3) (¬4) .
? إعتراض :
60 إن قلت غير مسلم ودليلنا في ذلك أن الذكر ليس بفان
61 فأقول إمكان الفناء كفى به في رد ما قدمت من برهان
62 وكذا ثوب الطائعين بجنة لا ينقضي والخلد في النيران
63 أفليس مخلوقا بلى هو حادث فضلا وعدلا من عظيم الشان
Página 117