Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Géneros
وقوله : إن قلت جعل الله خلق كله .. الخ : إشارةة إلى ما في رائية ابن النظر مما نصه :
قال فالجعل هو الخلق أم الجعل شيء غيره فيما ذكر
قلت جعل الله خلق كله ومن الناس مقال مشتهر
قال قال الله لم أجعل لكم من بحر ووصيل في البقر
قلت قال الله لم أجهل لكم فاعلموا التبحير دينا يحجتجر
وصفات بعضها تخلية يقع الوهم عليها والفكر
أي قال القدري المناظر لي : الجعل هو الخلق أم للجعل معنى غير الخلق فيما ذكر ربنا عز وجل .
قلت مجيبا له : إن الجعل المسند إليه الله تعالى معناه كله الخلق لا غير ذلك. ويرد الجعل من كلام الناس أيضا بمعنى الخلق ووروده لذلك من كلامهم مقال مشتهر بين الخاص والعام .
فقال المناظر لي : إن الله عز وجل قال في كتابه: { ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام } (¬1) . فهذا جعل المسند إليه تعالى في حيز السلب، وليس هو بمعنى خلق، لأنه لو كان بمعنى خلق للزم عليه أن يكون الله »عزوجل« لم يخلق البحيرة وما بعدها، لكنه خلقعها وما بعدها فظهر أن جعل في الآية ليس بمعنى خلق .
Página 114