والهذيان : التكلم بغير معقول لمرض أو غيره ، وذلك إذا هدر بكلام لا يفهم ككلام المبرسم والمعتوه كذا في القاموس (¬1) وشرحه . وفي وصفه (¬2) المقال بنفى الهذيان عنه . تعريض بناظم تلك النونية فكأنما قال له: اسمع إلى هذا القول الحق المعقول، فانه ليس كمقالك الباطل الذي هو شبيه بكلام المبرسمين .
وفي قوله: لخلاصه من ربقة الخذلان. وفي قوله: مخلصا براعة لحسن التخلص من مقام المنع إلى مقام الإستدلال .
الرد على المرجئه لقوله بعدم نزول القرآن
14 إن قلت : ان الله ليس بخالق ... ... لكلامه الموحى إلى الإنسان
15 فأقول : أثبت كونه أو أنفه ... ... والعقل يأبى أن يكون الثاني
16 والشرع إذا ما أنزل الرحمن من شيء((مقالةجاحدي (¬3) القرآن))
أي أن نطقت بنفي الإيجاد والأحداث للكلام الذي ألقاه الله إلى أنبيائه للأعذار والأنذار والتبشير ولبيان الأحكام ومعرفة الحلال والحرام فأقول مجيبا لك، إما أن تثبت وجود هذا الكلام في الخارج، وإما أن تنفي وجوده، ولا أظن (¬4) أنك تنفي وجوده ، لأن العقل يمنع من نفيه ويمنع النقل أيضا، لأن القول بما أنزل الله على بشر من شيء، مقالة من جحد نزول القرآن رأسا. وأنت لا تقول بمقالته ، فيلزمك أن لا تنفي وجود القرآن .
فقوله ليس بخالق : أي ليس بموجد ومحدث .
وقوله لكلامه : شامل لجميع الكتب المنزلة، والموحي هو الملقي (¬5) ليعلم، مأخوذ من أوحيت إليه كذا :إذا ألقيته إليه ليعلمه، ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقى الأنبياء من عند الله تعالى .
Página 87