Rawd Bayan
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Géneros
جئناك في رفق بأيسر حجة ... بالشيء مختصا من القرآن
في ملك بلقيس وما قد أوتيت ... من كل شيء نازح أو داني
لم تؤت مما قبلها أو بعدها ... شيئا فكن ذا خبرة وبيان
ولئن نزعت إلى ضلالك طامحا ... كبرا وكنت كطامح سكران
لما طما بك بحر كبرك لم تجد ... يا غر معتقلا سوى البهتان
وزعمت جهلا أنه من خلقه ... فغدوت في شرك من الخذلان
لم يعد أن يك بين خلق سمائه ... والأرض مخلوقا بلا نقصان
ما باله إذ قال لم أخلقهما ... إلا بحق ثابت الأركان
فالحق لم يخلقه قل لي أم له ... معنى ثبوت عند ربك ثان
جل المهيمن عن مقالة جاهل ... من أن يحد بصورة ومكان
فافهم فمعنى الحق منه قوله ... لا تنثني كالواله الحيران
وكذاك قال مميزا لكلامه ... عن كل شيء يقتنيه القاني
ما قولنا للشيء حين نريده ... فارشد فإنك عن رشادك واني
ماذا تشبث بعد هذا فارتدع ... وارجع إلي بذلة وهوان
أو ما تراه كيف ميز قوله ... وكلامه عن كل شيء فاني
فالخلق قال له معا متفردا ... والأمر ميزه لذي العرفان
فالأمر منه قوله وكلامه ... والخلق غير كلامه يا شاني
يكفيك إلا أن تكون بهيمة ... جثمانها خال بغير جنان
ما المرء إلا صورة مخبوة ... تحت اللسان ومرآة لجثمان
عز المهيمن عن دراك مكيف ... أو أن ينال دراكه بمكان
أو أن تحيط به صفات معبر ... أو تعتريه همائم الوسنان
أو أن تخاجه لغوب سآمة ... أو خطرة من خطرة النسيان
أو أن يقال الله خالق نفسه ... وكلامه كالخلق للأبدان
ما زال ربك عالما ومهيمنا ... رب الصراط الحق والميزان
يدري معتلج الصدور وكل ما ... أعلنت أو أكننت من كتمان
وهو السميع بلا أداة تسمع ... إلا بقدرة قادرة وحداني
وهو البصير بغير عين ركبت ... في الرأس بالأجفان واللحظان
وهو البعيد محله في قربه ... وهو الذي في بعده متدان
أحصى الورى متكفلا أرزاقهم ... وحوى خروج الرزق بالأتقان
بطن اختبارا دون كل غيابة ... وعلا على الملكوت بالسلطان
فاقنع بهذا أو فبن متفردا ... وأنا فكن حيث التقى البحران
أصبحت كالظمآن يتبع عسقلا ... يبغي شفاء حرارة الظمآن
Página 179