Libro de las Primaveras de Platón
كتاب الروابيع لأفلاطون
Géneros
ولا يخلو كلام الشيخ أفلاطون فى كتابه من أن يأتى على المعانى التى قصد لها فيثاغورس؛ فإخراجى قول فيثاغورس فى صدر كتاب الشيخ أفلاطون ليس لأن الشيخ أغفل بعض ما وجب، أو عجز عن إخبار المحتاج، بل للتأكيد، ولتتبين موافقتهما فى الرأى. وهذا ما بدأ به أفلاطون فى هذا النوع:
قال أفلاطون: كما لم يخل الموضع من التفاوت والنقص، كذلك لا أضمن أن يخلو من ذلك.
قال أحمد: يعنى بالموضع العالم؛ ويقول: إنى لا أضمن أن يجرى العمل فى مدته على السداد والصواب، إذ هو فى الموضع الكبير العوارض والتفاوت.
قال أفلاطون: ولكن آمرك بالصبر على ما نويت والتحرز — إلى أن قال: فأشد ما أخاف عليك تركيبك.
قال أحمد: يقول إن خوفه على ما يعرض للعامل فى نفسه وجسده أشد من خوفه على العمل.
قال أفلاطون: فليكن حزمك وسياسة مركبك أبلغ من حزمك — فيما يدبر — إلى أن قال: فلها تطلب. فأما إذا فارقت فقد نلت الغنى الذى لا يكون معه فقر.
قال أحمد: ما أبين صواب هذا القول وأظهر منفعته للعامل من العلماء! فإنما يعنى بالمركب الجسد، وسماه مركبا للنفس، وإن كانت النفس غير محمولة لارتباطها — أعنى النفس — بالجسد. فنقول: إن حاجتك إلى ما تطلب تكون وأنت مرتبط بالجسد. فأما إذا فارقته وحللت فى تلك العوالم العالية المجردة من الطبيعة، فقد نلت الغنى وعريت من الحاجة.
قال أفلاطون: فتحرز أن يداخلك شىء منه. وما لم نقو به، فقابله بضده.
قال أحمد: قد يجب على العاملين أن يتحرزوا من أن تداخل أجسادهم من بخارات العمل ورائحته بسد الخياشيم والمنافذ التى فى الجسد. فما داخله بعد، مما لا يضبط فطر ما طبعه، فيسكن بما يضاده كتدبير الأطباء.
Página 196