Rasail
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Géneros
صلى الله عليه وسلم
دعاء أطفال المشركين إلى الإسلام والتفريق بينهم وبين آبائهم قبل أن يبلغوا الحلم. وأيضا فمن شأن الطفل اتباع أهله وتقليد أبيه والمضي على منشئه ومولده. وقد كانت منزلة النبي
صلى الله عليه وسلم
حينئذ منزلة ضيق وشدة ووحدة، وهذه منازل لا ينتقل إليها إلا من ثبت الإسلام عنده بحجة ودخل اليقين قلبه بعلم ومعرفة.
فإن قالوا: إن عليا كان يألف النبي
صلى الله عليه وسلم
فوافقه على طريق المساعدة له! قلنا: إنه وإن كان يألفه أكثر من أبويه وإخوته وعمومته وأهل بيته، لم يكن الإلف ليخرجه عما نشأ عليه، ولم يكن الإسلام مما غذي به وكرر على سمعه؛ لأن الإسلام هو خلع الأنداد والبراءة ممن أشرك بالله، وهذا لا يجتمع في اعتقاد طفل. ومن العجب قول العباس لعفيف بن قيس: ننتظر الشيخ وما يصنع! فإذا كان العباس وحمزة ينتظران أبا طالب ويصدران عن رأيه، فكيف يخالفه ابنه ويؤثر القلة على الكثرة ويفارق المحبوب إلى المكروه والعز إلى الذل والأمن إلى الخوف على غير معرفة ولا علم بما فيه؟
فأما قوله: إن المقلل يزعم أنه أسلم وهو ابن خمس سنين والمكثر يزعم أنه أسلم وهو ابن تسع سنين. فأول ما يقال في ذلك أن الأخبار جاءت في سنه يوم أسلم على خمسة أقسام، فجعلناها في قسمين:
القسم الأول:
الذين قالوا: أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة. عن شداد بن أوس قال: سألت خباب بن الأرت عن إسلام علي فقال: أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، ولقد رأيته يصلي قبل الناس مع النبي
Página desconocida