إني أهنئك من صميم قلبي، وليت للأمة أفرادا مثلك ينهضون بها إلى أعلى ذرى المدنية المثلى، والسلام.
حاشية : لقد بنيت الخلية العظمى؛ فأرجو أن لا تنسى «النخروب» الذي تزج فيه ابن أخيك ... فالضرورة قصوى.
عاليه
17 / 4 / 1953
أخي شكيب
4
وصلتني مجلتكم «أصداء» فقرأتها ولم أخرم منها حرفا. أعجبت بما فيها، وكان إعجابي بمقاصدها وعزمها أشد، حقق الله الآمال.
هذا نبأ مهم. أما النبأ الأهم فهو ما قرأته في الصحف عن ترككم كرسي السياسة القلق؛ لتقعدوا على طنفسة الأدب الناعمة، مرحى للأدب ينصرف إليه من كانوا أدباء «من البابوج إلى الطربوش».
قد تستغرب إعراضي عن التهنئة بالوظيفة والتفاني إلى ما صرت إليه، لا تتعجب؛ فقد تعودت - وبهذا عرفت - ألا أقبل على تلاميذي وأصدقائي إذا تسلقوا جبال الحكم، أو تزحلقوا على ثلوجها طامحين إلى الفوز بكأس البطولة.
لا تقل لي: إنك تدوس كبرياء أرسطو بكبرياء أعظم منها. لا يا أخي، ولكنني أكره الحوم حول الكراسي، ولا أنظر إلى القيم الشخصية بمنظار غيري، وما أدراك؟ فقد يكون ولد في هذا الاشمئزاز غرور بعض الأصدقاء المبتلين بداء الكرسي؛ فاحمد الذي شفاك منه.
Página desconocida