============================================================
حت الجدار . فقد أنعم عليذا وعليكم بمباشرنه في البشرية، وظهوره لكم في الصورة المرئية، كيما تدركون بعض ناسوته الأنسية. ولا أقول ذاته أو نفسه أو صورته أو معناه أو صفاته أو حجابه أو مقامه أو وجهه، إلا ضرورة على قدر استطاعة المستجيبين، وما يفهموه المستمعين، وتوعيه عقولهم، ويدخل في خواطرهم.
ولو قلذا غير هذا لما فهموا الكلام، ولا تمعني لهم النظام، وإلا فمولانا جل ذكره لا يدخل في الأوهام والخواطر، ولا يمنزج بباطن ولا بظاهر بل منه بدأ كل شيء وإليه يعود كل شيء: كل يوم هو في شأن، لا يشغله شأن عن شأن. سبحانه وتعالى عن إحاطة الدهور به والأزمان. لا يقف أحد من المخلوقين على أفعال مولانا جل ذكره ولا يدرك غاية سلطانه، ولا يستطيع الوقوف على كنه عشر عشبير معشار سيرته وبرهانه.
ولو تدبروا العالمين ما يرونه من آيانه، وبيان علامانه مشاهدة العيان لكان لهم كفابة عن طلبة العدم بالخبر ، وعن كتبة التواريخ والسير . وذلك ما يشاهدون مذه ما لا يجوز أن يكون من افعال أحد من البشر، ولا سمع به في التواريخ والسير: ولو جئت أذكر لكم عيان جميع ما أظهر مولانا جل ذكره من آيانه وبيان علامانه، لما حواه فرطاس ولا كتبه قلم، كما قال في القرآن (17): "" ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبخر بمده ومن بعده سبعة أبحر، لما نفدت كلمات الله". والله في هذا الموضع نابوت مولانا بيانه.
لكني أذكر لكم في هذه السيرة وجوها قليلة العدد كثيرة المنفعة لمن تفكر فيها ووحده وعبد مولانا سبحانه، وعز عن حكومة الأوهام سلطانه. فأول ما اختصر في القول ما فعله العولى سبحانه مع برجوان وابن عمار(10).
Página 125