============================================================
وهو في حقيقية الأمر طبيب الأرواح بالعلوم التوحيدية. فخرج من بلده إلى أن وصل إلى بلاد اليمن إلى مدينة كانت تعرف بصنرنة. وتفسيرها بالعربي المعجزة. فلما دخل إليها ورأى أهلها مشركين، دعاهم إلى توحبيد مولانا جل ذكره وإلى عبادته سبحانه، فاستجابوا على يده فصار البلد حزبين: موحدين ومشركين. فقال شطنيل الحكيم للموحدين: بينوا عن المشركين، أي أبعدوا مذهم.
فقفبلوا منه، وبانوا عن المشركين، فوفع عليهم اسم البن.
وكان إبليس داعيا في الجن وكان طائعا للبارى سبحانه وكان اسمه حارث واسم أبيه نزماح، وكان أصهل من مديذة إصبهان وهو ساكن بالمعجزة. واسم أصبهان بالبونانية دمير. ولم يكن في ذلك الوفت إمام ظاهر ولا حجة للخلق ماهر إلا الأنوار كانت قد اجتمعت في شطنيل ابن دانيل. فقيل إنه بلا أب ولا أم لأنه إمام بذاته. وقيل إنه من التراب لأن كان ظهوره من أوساط المؤمنين وهم بمنزلة التراب. وقيل إن البارى سبحانه خلفه بيده لأنه أبدعه من النور المحض وأيده بالتأييد الكلي.
ومنتل النور والتأييد كمنل اليدين لأن النور الشعشعاني والحكمة الكلية هما محركان الحدود، وبهما بتخلصون من الشك والشرك كما أن البدين محركين الأجساد وبهما بنتطهرون من نجاسة البول والغيط(2).
لما أطلقه مولانا البار سبحانه أمر الملائكة وهم الدعاة بأن يسجدوا لادم(5) أي يطيعوه فاطاعوه جميع الحدود والدعاة غير حارت ابن ترماح الأصبهاني، فانه أبى واستكبر ونظر إلى شطنيل ابن دانيل بعين الاستجابة، وأظهر لنفسه قدمة الخدمة في الدعوة، وقال : أنا خير منه، أي اعلا منه منزلة، خلقتتي من نار آي من علم الحقائق ونور الدعوة، وخلقته من طين أي من مذاكرة
Página 114