============================================================
وقد جعلت لك الأمر والنهي على سائر المستجيبين، فمن رأيت طريفه مستقيما ومذهبه رضيا حاكميا، أحسن إليه وقربه مذك، وعرفني حاله. فإن كان مظلوما نصرته، وإن كان ظالما قهرته. ومن حبس على جنية أو خطية وسومح بها فامض به إلى بينك واضربه بالعصي ضربا وجيعا حنتى لا يعود إلى خطا لا يليق بالموحدين، وذلك في بينك موضعا لا تكون فيه الأضداد.
واجمع شمل الموحدين، وكن لهم لهم في نفاسهم وأعراسهم وجنائزهم على السنة التي رعت لهم ومن رايت من جميع الحدود والدعاة والمأذونين والنقباء فصر عن الخدمة وبان لك منه ز لة، فأبد له بغيره بعد أن تتبين لك جارحته بشاهدين تقتين موحدين يشهدان في وجهه بخطأه. فإن تاب فتب عليه بعد أن يقسم بمولانا جل ذكره أنه لا يعود على خطا مثله.
وأوصهم بحفظ بعضهم بعضا. ولا يمشي أحد منهم إلا ومعه شيء من السلاح وأقله سكين.
وأنت على الخدمة التي استتدبتك إليها من الوقوف بالحضرة الطاهرة والأنوار الزاهرة والمقامات الباهرة.
وتكون على رسمك الذي رسمت لك. واحذر أن نتجاوز ما رسمت لك. واستعمل السدق واحذر من الكذب والزيادة في الألفاظ والنقصان مذه. فإن الكذب على أخيك المؤمن هو الكفر : فكيف الزيادة على ألفاظ المولى جل ذكره. وقل الحق ولا تنستحي مني ولا تفزع فما على الرسول الا البلاغ العبين. واستعمل السدق ولو كان فيه المشقة ولا تتقدم من الحضرة إلا بعد أن تدعوك. و لا تتكلم بحرف واحد إلا بعد أن تسألك عنه. ونتكلم
Página 210