============================================================
اذي بنطق مذه ليعبد موجودا ظاهرا، رحمة مذه لهم، ورأفة عليهم. والعبادة في كل عصر وزمان ذلك المقام الذي نراه ونشاهده. ونسمع كلامه ونخاطبه. فإن قال قائل كيف بجوز آن نسمع كلام البارى سبحانه من بشر، أو نرى حقيقيته في الصور، قلنا له بتوفيق مولانا جل ذكره وتأبيده: أنتم جميع المسلمين واليهود والنصارى تعتقدون بأن الله عز وجل خاطب موسى ابن عمران من شجره يابسة وخاطبه من جبل جامد آصم وسمينموه كليم الله لما كان يسمع من الشجرة والجبل.
ولم ينكر بعضكم على بعض. وأنتم تقولون بأن مولانا جل ذكره ملك من ملوك الأرض ومن ولي على عدد رجال كان له عقل الكل. ومولانا جل ذكره يملك أرباب ألوف كثبرة ما لا يحصى ولا نقاس فضيلنه بفضيلة شجرة او حجر. وهو احق بان بنطق البارى سبحانه على لسانه ويظهر لعالمين قدرنه منه ويحتجب عنهم فيه. فإذا سمعذا كلام مولانا جل ذكره قلنا: قال البارى سبحانه كذا وكذا. لا كما كان موسى يسمع من الشجرة هفيفا فيقول سمعت من الله كذا وكذا. وهذه حجة عقلية لا يقدر أحدكم بنكرها.
وقد اجتمع في القول بأن لمولانا جل ذكره عقول الأمة، وأن الشجرة والحجر لا تفه وتعقل عن الله. ومن يفهم ويعقل عن الله، أحق بكلام الله وفعله ممن لا يعقل عنه. وإن كانت النجرة حجابه فالذي بعقل ويفهم أحق أن بكون حجاب الله ممن لا بعقل ولا يفهم. وكبف يجوز لباري سبحانه أن يحتجب في شجرة ويخاطب كليمه مذها نحم تحرق الشجرة وينلاشا حجابه سبحانه الإله المعبود وتعالى عما يصفون المشركون لا بدرك ولا يوصف مولانا الحاكم جل ذكره وحجابه في كل عصر وزمان باخنلاف الصور والأسماء.
و ك ما نطق القرآن: كل يوم هو في شأن (7) لا يشغله شان عن شان.
Página 142