============================================================
الى الموبقات، ومكنتم من اكتساب السيئات، ورفضتم العلم واظهرتم الجهل، وكثر بغيكم ومرحكم على الأرض حتى كاد لها ان تضج إلى تعالى فيكم من كثرة جوركم ومرحكم عليها. وولي الله سلام اله عليه مكافح لها فيكم رجاء ان تتيقظ خاصتكم، أو تستفيق من السكر و الجهل عامتكم، فما ازددتم إلا طغيانا وعصيانا واختلافا، تتناجون بالإفك "والعدوان ومعصية الرسول" [8/58] .
وعدو الله وعدو آمير المؤمنين قد قصر عن الفساد يده مخافة من سطوات ولي الله ورضي منه بالمسالمة والمهادنة، حتى ليس لأمير المؤمنين سلام الله عليه عدو يجاهده، ولا ضد يعانده، والكل من ديبته خائف وجل. وانتم معشر الخاص والعام بحضرته، تضمكم دولته، وتشملكم ولايته وتلزمكم طاعته، وأنتم مع ما تقدم ذكره من تعديد مساويكم متحادقون متعاندون متزاحفون، يجاهد بعضكم بعضا كالروم والخنز جراة على الله بغير مخافة منه ولا ترقب، ولا ينهاكم عن سفك الدماء وهمتك الحريم دين11 من الله ولا وقار من إمامكم ولا يقين12. قد غلب عليكم الجهل، فلن ترجوا "لله وقارا" [13/71]، ولن تقولوا ان إمام عصركم واحد، وان الإسلام والإيمان قد شملكم وجمعكم تحت طاع اله وطاعة رسوله ووليه أمير المؤمنين سلام الله عليه. ف "إنا لله وإنا إليه راجعون" [156/2]. فاي نازلة هي أكبر منها، واي شماتة للعدو ويلكم اعظم من مثلها. لقد اصبتم معشر الناس في أنفسكم وأديانكم واصيب يكم ولي الله أمير المؤمنين سلام الله عليه ، فلا حول ولا قوة إلا بال العلي العظيم. أفامنتم ايها الغافلون "أن يصيبكم ما أصاب" [89/11].
Página 477