============================================================
في السماء علة، ومولانا الحاكم جلت قدرته صانع تلك العلة، فاسمع واطع ولا تتجاوز، وإن كان لها معنى قد خفي عنك فأنا اعرفك به لأك بلغت بروحك في تأليف الرسائل والكتب ونسبتها إلي وطلبت بذلك جمال الخدمة. وأنا ابين لك ما سألت عنه واجاوبك عليه بابا بابا شيئة مولانا جل ذكره وتأييده، والروح القدس واصل إلي في طرفة عين بغير واسطة روحاني ولا جسماني، فله الحمد والشكر وحده.
اعلم ايدك المولى بطاعته، وجنبك عن معصيته، واعانك على حقائق دعوته، اني ما اردت ان اجاوبك عنها ولا اكلمك عليها، لأنك ما سألتني سؤال داع يسأل إمامه، بل اظهرت لنفسك العلم والإفضال بالحقيقة، وهذا نفس الخطاء، فرجعت إلى ما ايدني به مولانا البار العلام العلي الأعلى الجبار جل ذكره من علمه ، وما البسني من حلمه ، وما فوضه إلي من تعليم العالم وتاديبهم، فعلمت بانه خطاء منك بغير عمد، وهفوة بدرت. فكتبت هذا الكتاب بتوفيق مولانا جل ذكره بارى أرباب، وبينت فيه جميع الفنون والآداب ، وجعلته كنزأ لأهل التوحيد ومن استجاب، وسميته بسبب الاسباب. فإذا قرات ما فيه فميز بعقلك معانيه، وارتق في دقائق الحكمة أبوابه ومراقيه، ونزه مولانا الحاكم أحد، الفرد الصمد، عن جميع الأسماء والصفات، والأجناس والغات، واشكره حق ما يجب عليك من كمال10 الشكر وأصناف حدوده بحسب استطاعتك، ولا تنطق بالراي والقياس، فأول من نطق برايه وقاس العلم بهوائه إبليس، فاخرج من الدعوة واسقط من جملة الحدود، اعاذك المولى سبحانه من ذلك وجميع المؤمنين الموحدين المخلصين:
Página 591