============================================================
الذي عجزوا العالمين عنه ؛ والآلف والباء والتاء والثاء يتشابهون بعضهم بعض، غير ان الألف يكتب بالطول، والباء والتاء والثاء تكتب بالعرض، والألف دليل على العقل وهو الإمام، والألف قائم بلا نقطة فوقه ولا علامة تحته، والباء دليل على النفس، وهي الحجة وتحته نقطة واحدة، لأن بينه وبين العقل حدا واحدا، وهو الضد الروحاني فصارت نقطة الباء من تحت حيث عصى الضد آمر بارئه، ونافق على امامه وهاديه، ولو كان الضد طائعا لكانت نقطة الباء من فوق، فلما سبق الضد صار حزبه أكثر من حزب النفس، والتاء دليل على الكلمة وفوقها نقطتان دليل على الحدين اللذين فوقه، والثاء دليل على الجناح امن، وهو السابق رابع الحدود، ونقطه دليل على الثلاثة حدود الذين ف وقه في المرتبة، وكتبتهم بالعرض دليل على طاعتهم للإمام الذي هو العقل وقبولهم منه ؛ والثلاثة الذين فوق السابق لهم اسماء كثيرة يقولوها العامة، ولم يعرفوا معانيها، مثل القدر والقدير والقدرة، والإرادة والمشيئة والكلمة، والعزة والسلطان والعظمة ، وجميع الشيوخ المتقدمين لم يعرفوا فوق السابق غير الكلمة، وقالوا بانها هي هو وهو هي ، كما ذكرناه في اؤل الكتاب. اسأل المولى جل ذكره ان لا يؤاخذهم بما قصروا عن بيان الحقائق، واساله التمام بفضله ورحمته.
ثم نرجع إلى الحروف ومعانيها على الترتيب، فالجيم والحاء والخاء في الصورة شيء واحد، لكن بينهم فرق كثير في الحقيقة، لأن الجيم دليل على شريعة الناطق الظاهرة، والنقطة التي تحتها دليل على شريعة اساس التي هي تحت الظاهر مستورة فيه ، والخاء دليل على شريعة أساس وهو التأويل، والنقطة التي فوقها دليل على شريعة الناطق التي هي عالية على شريعة الأساس، والجيم والخاء هما يمين وشمال كما قال
Página 584