============================================================
ولا قوي ولا ضعيف، بل مولانا سبحانه منزه عن جميع الأسماء والصفات والأجناس واللغات والأشياء كلها.
بل اقول ضرورة لا حقيقة بانه سبحانه بارئ كل شيء ومكون كل يء ومصورهم؟ من نوره ابدع الأشياء الكلية والجزئية، وإلى عظمته وسلطانه يعود كل شيء؛ حقيقية لاهوته لا تدرك إلا صورة وهمية، لا حقيقية مرئية، لكنه سبحانه اظهر لنا حجابه الذي هو محتجب فيه، ومقامه الذي ينطق منه ليعبد موجودا ظاهرا، رحمة منه لهم، ورافة عليهم، والعبادة في كل عصر وزمان ، لذلك المقام الذي نراه ونشاهده، ونسمع كلامه ونخاطيه.
فإن قال قائل: كيف يجوز ان نسمع كلام الباري سبحانه من بش و نرى حقيقيته في الصور؟ قلنا له بتوفيق مولانا جل ذكره وتأييده: أنتم جميع المسلمين واليهود والنصارى تعتقدون بان الله عز وجل خاطب موسى ابن عمران من شجرة يابسة، وخاطبه من جبل جامد آصم وسميتموه كليم الله لما كان يسمع من الشجرة والجبل، ولم ينكر1 بعضكم على بعض، وأنتم تقولون بان مولانا جل ذكره ملك من ملوك أرض، ومن ولي على عدد رجال كان له عقل الكل، ومولانا جل ذكره يملك آرباب آلوف كثيرة ما لا يحصى14، ولا تقاس فضيلت بفضيلة شجرة او حجر، وهو احق بأن ينطق الباري سبحانه على لسانه، ويظهر للعالمين قدرته منه، ويحتجب عنهم فيه ؛ فإذا سمعنا كلام مولانا جل ذكره قلنا : قال البارئ سبحانه كذا وكذا، لا كما كان موسى يسمع من الشجرة هفيفا فيقول : سمعت من الله كذا وكذا، وهذه حجة عقلية
Página 582