============================================================
والآن فقد دارت الأدوار، وبطل ما كان في جميع الأعصار، ولم يبق من نار الشريعة الشركية غير لهيبها والشرار، وسوف يخمد حرما ويضمحل العوار، وقد بدأت ظهور نقطة البيكار، بتوحيد مولانا البار المك الجبار، العزيز الغفار، المعز القهار، الحاكم الأحد ، الفرد الصمد، لمزه عن الصاحبة والولد، جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه. فلمولانا الحمد والشكر على ظهور نور الأنوار، وخروج ما كان مدفونا تحت الجدار، فقد انعم علينا وعليكم بمباشرته في البشرية، وظهوره لكم في الصورة المرئية، كيما تدركون بعض ناسوته الإنسية، ولا اقول ذاته أو نفسه آو صورته آو معناه آو صفاته آو حجابه آو مقامه آو وجهه، إلا ضرورة على قدر استطاعة المستجيبين، وما يفهموه المستمعين، وتوعيه عقولهم ويدخل في خواطرهم؛ ولو قلنا غير هذا لما فهموا الكلام، ولا معنا لهم النظام، وإلا فمولانا جل ذكره لا يدخل في الأوهام والخواط ل يمتزج بباطن ولا بظاهر، بل منه بدا كل شيء وإليه يعود كل شيء: كل يوم هو في شأن" [29/55]، لا يشغله شأن عن شأن. سبحان وتعالى عن إحاطة الدهور به والأزمان، لا يقف أحد من المخلوقين على افعال مولانا جل ذكره، ولا يدرك غاية سلطانه، ولا يستطيع الوقوف على كنه عشر عشير معشار سيرته وبرهانه، ولو تدبروا العالمين ما يرون من اياته، وبيان علاماته، مشاهدة العيان لكان لهم كفاية عن طلبة العدم بالخبر، وعن كتبة التواريخ والسير، وذلك ما يشاهدون منه ما لا يجوز ان يكون من أفعال أحد من البشر، ولا سمع به في التواريخ والسير. ولو جئت اذكر لكم عيان جميع ما اظهره34 مولانا جل ذكره من آياته ، وبيان علاماته، لما حواه قرطاس ولا كتبه قلم، كما قال في القرآن : "ولو اظهره: اظهر، ج د اخ
Página 565