============================================================
مولانا جل ذكره، "لا إله إلا هو"ا، أي لاهوت مولانا جل ذكره، والملائكة"، أي الحجج، "وأولوا العلم"، أي الدعاة، "قائما القسط" ، أي عاليا عليا على جميع النطقاء والأوصياء والأئمة بالتوحيد وهو القسط، "لا إله إلا هو العزيز الحكيم" [18/3]، هو الحاكم جل ذكره؛ نطق بان مولانا جل ذكره هو القائم على كل نفس بما كسبت ، وهو المعز وهو العزيز وهو الحاكم جل ذكره، يظهر لنا في أي صورة شاء كيف يشاء، "إن الدين عند الله الإسلام" [19/3]، أي سلموا أمورهم المولى سبحانه ورضيوا بقضائه، فهم المسلمون له حقا والمؤمنون به والموحدون له تأليها وسدقا. وتسمى مولانا جل ذكره بالقائم لأنه أول م28 ظهر للعالم بالملك والبشرية في أيام النطقاء الناموسية الشركية، فقام على العالمين بالقوة والقدرة، واقام29 للموحدين قسطه أي عدله في هذا الوضع، واقام قواعد توحيده التي هي تمام البناء في وقتنا هذا بمشيئته.
إن قال قائل: فلم تسمى المولى سبحانه باسم العبد وما الحكمة فيه لنا له بتوفيق مولانا جل ذكره وتأييده: ان جميع ما يسمون الباري جل ذكره به30 في القرآن وغيره وهو لعبيده وحدوده ؛ وأجل اسم عندهم ي القرآن الله، وظاهره خطوط مخلوقة، وباطنه حدود مرئية مرزوقة وظاهره اسم، وباطنه مسمى، والمعبود غيرهما وهو المعنى الحقيقي، وهو لاهوت مولانا سبحانه وتعالى عما يصفون. فلما كانت العبيد عاجزين عن النظر إلى توحيد بارئهم إلا من حيث هم وفي صورهم البشرية، وجبت الحكمة والعدل ان يتسمى باسمائهم حتى يدركون بعض حقائقه، لكن في هذا الاسم المعروف بالقائم معنى دقيق عميت أبصار
Página 563