على التكذيب له والشتم والضرب وصنوف الأذى، حتى انتهى أمره إلى أن ألقوا على ظهره صلى الله عليه والله وهو راكع السلى (1) وكانوا يرضخون قدميه بالأحجار، ويلقاه السفيه من أهل مكة فيشتمه في وجهه ويحثو فيه التراب، ويضيق عليه أحيانا، ويبلغ أعداؤه في الأذى بضروب النكال، وعذبوا أصحابه أنواع العذاب، وفتنوا (2) كثير ا منهم حتى رجعوا عن الاسلام، وكان المسلمون يسألونه الإذن لهم في سل السيف ومباينة الأعداء فيمنعهم عن ذلك، ويكفهم، ويأمرهم بالصبر على الأذى.
وروي: أن عمر بن الخطاب لما أظهر الاسلام سل سيفه بمكة وقال: لا يعبد الله سرا، فزجره رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك. وقال له عبد الرحمن بن عوف الزهري: لو تركنا رسول الله صلى الله عليه وآله لأخذ كل رجل بيده رجلين إلى جنب رجل منهم فقتله. فنهاه النبي صلى الله عليه وآله عما قال (3).
Página 14