============================================================
الانبارى أن الكتدى المتفلسف ركب إلى أحد علياء اللغة معترضا على ما يعتبره حشوا ف كلام العرب ومستفهما عنه ، إذ يقولون : عبد الله تائم ، إن عبدالله تائم وان عبدالله لقائم، وأن العالم الغوى شرح للمتفلسف الفرق بين هذه العبارات من حيث المعنى الذى تدل عليه، فين لنا أن نشك فى هذه القعة وألاتعتبرها مثارا لمشكلة جدية بمرلانه لايعقل أن الكندى العربى الصميم الذى أقام بالبصرة حيث وجد نحاة كبار وتأدب ببغداد ودرس المنطق يفوته إدراك الفرق فى المعنى بين هذه العبارات . ولا بد أن يكون فى هذه الرواية خطأ، خصوصا لان العالم اللفوى المذكور توفى بعد الكتدى بنحو أربعين عاما، أو ان يكون المقصود كنديا آخر، ذلك لان الكدى فيلسوف العرب يذكر فى رسائله مايدل على عليه باللغة ، فهو مثلا يشترط فيمن يفسر آيات الفرآن تفسيرا فلسفيا أن يكون عليما بمواقع الكلام حقيقة وبجازا (1). هذا إلى انه يعطينا شالا لتفسير آيات القرآن يدل الى جانب تحليل الاصول الفكرية على نفاد فى فهم المعنى اللفوى (2) ، كما أنه يذكر شواهد من الشعر مبينا مافيها من ضروب المجاز .
ولاشك أن الكيدى كان راسخ القدم فى علم اللغة . فنحن نجد أسلو به قويا بن حيث ايستعمال الصيغ الاشتقاقية اللغوية التى يدهش لها الفارىء الحديث ، فذا تصفح المعاجم وجد أنها صبغ صحيحة . وقد اضطررنا آن نشرح كثيرا من :الالعاظ فى تعليقاتنا على رسائله . وأسلوب الكتدى بعد هذا طويل النفس، فيه بناء للفكرة وللاستدلال، بحيث قد تبلغ الجملة الواحدة أسطرا عديدة ويحيث لايفهمها إلا من كانت له دربة على متابعة سير الاستدلان المنطقى الفلسفى. وإن طول الجمل ومافى ثناياها من فواصل اعتر اضبة قد كان من جملة الأسباب التى أوقعت المترجمين لرسائله إلى اللغة اللاتينية فى الاخطاء، إذ آنهم وقفوا حيث لايصح الوقوف وألحقوا بعض جمل الصلة بما لايصح أن تلحق به ، على مابيناه فى موضعه من رسالة وفي العقل، ورسالة *فى ماهية للتوم والرؤياء. وهذا كله يظهر فى رسائله التى تقدم لها، فهو لا يحتاج الى ذكر أمثله .ولا يخلو عرض الكندى لا فكاره من وثبات بلاغية صادرة عن قوة الاحساس وعن الحماس للفكرة التى يدافع عنها ، كما لا يخلو (1) أنظر رحالته فى الابانة من صجود الجرم الأنصى... الخ ص244 حه4ء فيا يلى .
()) أظر هنا الضير ص 373 فا جدها وس 496
Página 51