============================================================
أن نيسب إليه ما يحكيه الجاحظ وفى أن نسبت إليه هذه العبارات التى يتدهش الباحث آن تصدر عن عرن من بيت ملك قديم وحد مؤثل مشهور بالكرم وعن فيلسوف صميم لا نستطبع أن تتصور بسهولة أن يحمل للخيرات المادية من القيمة ما يحعله لها البخلاء الحقيقيون الذين لا يعرفون قدر القيم العقلية والروحية العليا . بل إن الكندى يزهد الناس فى الماديات(1) ويقول كما يحكى عنه البيهقى : "لا تغتر بمال وإن كثر، .
ولقد كان الكندى - كما سيتبين من ييان مذهبه مشمبكا بعقائد الإسلام الاساسية غيورا عليها مدافعا عنها بالنظر العقلى الفلسفى دقاع المقتنع ، كما كان عاملا بالشرع . فيحكى (2) أنه كان مريضا يمرض يعالجه بالشراب ولم ت قده أنواع العلاج الاخرى فاحتمل آلامه حتى مات من العلة : الومن كلمانه الدالة على حكمته وشخصيته وروحه : اعتزل الشر فإن الشر للشرير خلق . من لم ينبسط لحديثك فارفع عنه مؤونة الاستماع منك :اعص الهوى وأطع من شنت . لا تغتر بمال وإن كثر . لاتطلب الحاجة إلى كذوب ، فانه يبعدها وهى قريبة ، ولا الى جاهل ، فينه بجعل حاجتك وقاية لحاجته.
لا تنجو ما تكره حتى تمتتع عن كثير مما تحب وتريد . العاقل يظن أن فوق عليه علا ، فهو أبدا يتواضع لنلك الزيادة ، والجاهل يطن أنه قد تناهى، فتمقته النفوس لذلك ليتق الله تعالى المتطبب ولا يخاطر ، فليس عن الأنفس عوض؛ وكما يحب أن يقال إنه كان سبب عافية العليل وبرثه فليحذر آن يقال إنه كان سبب تلفه وموته (4) . من لم يكن حكيما لم يزل سقيما(4) .
وما ينسب له فى وصية لابنه أ العباس فى الحرص زيا بنى الأب رب ، والاخ فخ ، والعم غم ، والخال وبال ، والأقارب عقارب، وقول : لا، يصرف البلا، وقول نعم يزيل النعم . وسماع الفناء برسام حاد لان الإنسان بسع فيطرب، وينفق فيسرف فيفتقر فيغتم فيمتل فيموت؛ والدينار ججموم فان صرفته مات، والدرهم محبوس فين اخرجته فر، والناس سخرة هذ شيئهم (1) اظر رصالته فى الحية لدفع الأحزان ، فى الجزء الثانى من هذه الرصائل (2) أظر اللفطى ص 947 2(3) أطر البييفى ص 2 29 من طبعة لاهور . وابن أبى اسيية *1 ص 409 * (4) نزهة الارواح للشهرزورى ص
Página 44