============================================================
يوصيه بشىء من حكمة الحياة يدور كله حول الحرص على المال .
وفى رساتله - خصوصا فى أولها وآخرها- مايدل على روح كر؛ تفيض حنوها على المتعلم وحرصأ رقيقا على روحه ومصيرها ، وتدل رسالنه الحيلة لدفع الاحزان ، على تجربة عميقة وعلى حرص على السيرة الفلسفية الحقيقة (1)، بما تقوم عليه من تمسك بخيرات العقل الدائمة التى لا تمتد إليها يد التغير والزوال ولا يغلب صاحبها عليها غالب ، وذلك فى مقابل مفتنبات الحياة الزائلة التى تغدو وتروح بحسب تصرف قوانين الحياة ولا تخلو روح الرسالة والامثة التى فيها ورواية أخبار الحكماء ونوع الادلة التى يذكرها المؤلف من رغبة فى إقناع الغير بفضل قوة الاقتناع الشغصى الاصيل . فلا شك فى أن الكندى كان فى روحه وأسلوب حياته فيلسوفا من الطراز الحقيقى: أما قصة يخل الكندى فهى قصة غريية . ولعل أول من تحدث عن بخله الجاحظ فى كتاب البخلاء ؛ ولكن هذا الاديب الجاد الهازل لا بصرح بأنه الكندى الفيلسوف ، كما أنه لا يذكر اسمه ونسبه على تحو اكثر صراحة ، كما هو الحال فى كتاب الحيوان . وهو يذكر من مظاهر بخل الكندى الذى يقصده ما يدل على بخل فى اكرام الضيف وعلى تشدد فى معاملة المستأجر وحاولة الانتفاع منه بالاستبلاء على بقايا المستهلكات المنزلية وعلى أصناف الطعام من الجيران والسكان يطعم بها أبنامه . ويظهر أن فى ذلك كشيرا جدأ من الخيال الادبى أو من التشنيع على سيل التماس الطرائف حول الشخصيات الكبيرة ، حيث لا يصح أن تنظر . لاننا لا نعلم أن الكندى كان له أبناء كثيرون ولا يذكر الجماحظ - مع أنه كان معاصرا للكندى - تلك الوصه المشهورة المأثورة عنه فى الحرص على المال، كما نجده عتد ان أبى اصيبعة . وهذا المؤرخ وحده هو الذى انفرد بروايتها دون سائر المؤلفين المنقدهين . وبظهر أن من بعده قد أخذ عنه . ومن الجائز أن الكندى كان محبا للال لاجل الاستغناء ورفع الهمة عن سؤال الناس أو أنه كان يتكلم فى قيمة المال وأهمية الحرص عليه بحسب مايقتضيه تقرير حكة الحياة العملية تقريرأ موضوعيا واقعيا، لاعلى سبيل البخل الشخصى الحقيقى، فكان فهم ذلك فهما غير صحيح هو السبب فى (1) أظر القسم الحاص بااكندى وأفلاطون من هذا التصدير ، فيما جد.
Página 43