Rasā’il Falsafiyya

Ibn Ishaq Kindi d. 256 AH
120

Rasā’il Falsafiyya

Géneros

============================================================

(12)80 أمزجمة الكائنات الحية وخصائصها النفسية والعقلية والخلقية، بحسب أمزجتها البدنية الناشثة عن فعل العوامل الكونية . والامر والالطف ، هو فى أغلب الظن نشأةالحياة أو الحياة التفسية ذاتها . أما لفظ الكون الذى يستعمله الكندى فهويدل عنده على الوجود المقابل للعدم أوعلى الاقل على تحول عين الشىء إلى شىء آخر.

فالكندى يريد إذن أن يعتبر الحياة بمظاهرها المختلفة معلولة لحياة الفلك الذى هو كائن حى مميز عاقل فعال . وهذا يؤخذ من كلامه الصرح فى رسالتيه المتقدم ذكرهما(1). فالعالم كله حى .وبعضه يفعل الحياة فى بعض، وكله فى جملته بمخلوق لله مباشرة وإذن قالكتدى بعتبر أن الجرم الاقصى - وهو الفلك الاعلى بأجرامه - هو سبب الحياة على ظهر الأرض . ولمسا كان هو نفسه مخلوقا لله مبتدعا بقدرته الخالقة ، فكأنه عضو كبير حى فعال . ولماكان الإبداع كله رجع إلى الله، فالله هو العلة البعيدة للحياة على ظهر الأرض ولكل مظاهر الكون والفساد ، وهو العلة القريبة للفلك وللعناصر . ولما كان الابداع له ، وكان فعلا إراديا حكما، فإن التوحيد الإسلامى لا يزال موجودا فى مذهب الكندى، وكذلك يظل القول بتفرد الله بالابداع قاثما، وهذا كله فى حدود نظرية جريثة لا تغفل روح العلم مع تأكيدها لفعل الإرادة الإلية فى نظام هذا الكون . فعند الكندى نوع من الآلية أو الجبرية الكونية ، لكنها جبرية عاقلة مرليت معلقة فى الهواء بل هى تستند إلى الإرادة الالحية المطلقة المبدعة عن علم وحكمة وترتيب ، وهى إرادة العلة الأولى . وهذا ما يمكن فهمه من جملة كلام الكتدى ، على سبيل الاجتهاد.

وليس من السهل أن نرد نظريات الكندى المتقدمة إلى أصولها الاجنبية ففيها شيء من مذهب أرسطو فى حياة الكواكب وكونها كاتنات عاقلة، وفيها شيء من مذهب أفلا طون فى كيفية خلق العالم وفى فعل العالم العلوى فى العالم السفلى ، كما نحد ذلك فى حاورة طيماوس، وفيها آراء طبيعية وچغرافية ومعلومات فلكية، وفيهاشى من مذاهب الصابية (2) وكل هذا لا يمكن تحقيقه إلا على ضوء المعرفة الكافية بالمأثور الفلسنى الذى أنتهى الى فيلسوف العرب ، وهو ما لا يتسع له المقام هنا . ولكن يسمل أن نلاحظ عند فيلسوفتا طابع العرض الشخصى الذى يطينا نظرية علية فلسفية منسجمة وأن نلاحظ أن البدا الأساسى السارى فيها هو روح الإسلام .

1) ار س 1 عا قدم.(1) اظر س 48 عا هدم :

Página 120